يرتبط التعليم بمجمل عملية التنمية وهو محور أساسي يساند أهدافها الأخرى فيما يأتي الجهل في مقدمة أسباب تخلّف المجتمعات وتراجعها وانحسار دورها العالمي في التنوير والحداثة والإبداع. إن العمل على محاربة الجهل بسلاح العلم والمعرفة كفيل بالتغلب على العوائق التي تقف أمام التنمية والازدهار ورفاهية العيش. تعمل مؤسسة توكل كرمان على دعم العملية التعليمية بمختلف جوانبها ابتداءً ببناء وإعادة تأهيل المدراس والمرافق التعليمية، وتزويدها بالمرافق والاحتياجات اللازمة، وتوفير البيئة التعليمية المناسبة للطلاب ومساعدتهم في استكمال دراساتهم وبرامجهم الأكاديمية عبر تقديم منح دراسة اللغة الإنجليزية والمنح الداخلية والخارجية وغيرها من أنشطة التأهيل الأكاديمي، بالإضافة لتطوير قدرات الكادر البشري المرتبط بالعملية التعليمية وتدريبه على أداء الدور التعليمي بأساليب وأدوات تتناسب مع التطور التكنولوجي والعلوم المختلفة.

شبح الفقر يتسبب بحرمان البشر من العيش في الحد الأدنى من مستويات الآدمية. حالة العوز والعجز التي يعاني منها أبناء المجتمعات الفقيرة تتطلب جهوداً كبيرة لانتشالهم من حفرة الحاجة وتحويلهم إلى أفراد فاعلين ومنتجين. ينطلق عمل المؤسسة في برنامج التمكين الاقتصادي من تحويل فكرة المعونة والإغاثة إلى مقاربة الدعم والتنمية عبر استبعاد نظرة اعتبار الفقراء والفئات الهشّة عبئاً على المجتمعات وإعادة اعتبار الفقراء فاعلين اقتصاديين حقيقيين وتخليصهم من ضعف الثقة ومحدودية الإمكانات واكتشاف قدراتهم ومهاراتهم وتطويرها. تعمل المؤسسة على تزويد الأفراد من كلا الجنسين بالتدريبات والأدوات، وحاضنات المشاريع، وآليات التسويق المطلوبة لتمكينهم من العمل بالمجالات الفنية والمهنية وخلق فرص عمل لهم ولآخرين معهم في مناطق متعددة والتوسع في نشاطات الأعمال من منطقة إلى أخرى.

الفن باعتباره وسيلة مؤثرة في تشكيل وعي المجتمعات وإبراز نشاطها الإنساني في قوالب وأساليب إبداعية عديدة، ولقدرته على إيصال رسائل السلام والاعتدال وثقافة احترام الآخر والتقارب بين الشعوب واكتساب المكانة والتأثير على مدار التاريخ، والمبدعين بما لديهم من قدرات ومهارات عديدة على الابتكار والإتيان بالجديد وتوظيف الخيال في تكوين الواقع وإيجاد الحلول وتوقع المستقبل. إن المجتمعات تمتلك ثروة حقيقة تتمثل في الطاقات البشرية القادرة على الإبداع والتأثير في مختلف المجالات بما فيها الفن، لذا تهتم مؤسسة توكل كرمان بدعمهم وإسنادهم لتفعيل دورهم الريادي في نشر قيم السلام والجمال والتأثير الإيجابي على حياة الناس.

المياه والزراعة مرتكزين رئيسين للنظام الغذائي في العالم. الموارد المائية النظيفة والآمنة شرط أساسي لعيش المجتمعات ونهضتها، إن المياه حق أساسي من حقوق الإنسان وضرورة من ضروريات الحياة والصحة والكرامة ويرتبط ارتباطاً وثيقاً بجميع مجالات التنمية. في الأرياف تعتمد الأسر على الزراعة بشكل رئيسي للاستمرار في العيش، وعالمياً تساهم الزراعة في إنتاج الغذاء لمليارات البشر مما يؤدي إلى تعزيز الرخاء والنمو والقضاء على الفقر. تؤمن مؤسسة توكل كرمان بحق الإنسان في الماء والغذاء وتدعم الأنشطة والمشاريع تساهم في تعزيز الأمن الغذائي والمائي وتكفل للبشر إمكانية العيش بكرامة.

تمكّن مؤسسة توكل كرمان الفئات المهمشة وذوي الإعاقة عبر توفير الدعم والموارد وجهود الدمج، بما يعزز الاستقلالية والمساواة والتكامل المجتمعي.

إيماناً بدور الشباب الفاعل في بناء مستقبل المجتمعات، وحرصاً على دعم المبادرات التي تعزز من قدراتهم ومهاراتهم، أطلقت مؤسسة توكل كرمان برنامج "مساندة". يهدف هذا البرنامج إلى تمكين الشباب اليمني اقتصاديًا من خلال تزويدهم بالمعارف والمهارات اللازمة، لتمكينهم من المساهمة بفعالية في تنمية مجتمعهم، وتعزيز روح الابتكار والمبادرة لديهم. كما يسعى البرنامج إلى تيسير اندماجهم في سوق العمل وتشجيعهم على المشاركة الفعالة في إحداث التغيير الإيجابي في وطنهم، مما يساعدهم على لعب دور محوري في تحقيق التنمية المستدامة.

رداءة الوضع الصحي للأفراد يقلل من إنتاجيتهم كما أن الضعف والوهن الناتج عن المرض يدفع الفرد للعجز والاعتماد على الآخرين من أجل العيش والبقاء، لذا تعتبر الصحة عامل رئيسي في حياة الناس، وصحّة الأشخاص تشكّل أولوية في بقاء المجتمعات ونموّها. كما تعدّ النظم الصحية المتينة ركيزاً أساسا في قوّة الاقتصادات وقدرتها على الصمود وتزدهر المجتمعات إذا نعمت بالصحة وخلت من التلوث وأسباب الأمراض المختلفة. كما ينعكس التركيز على تحسين خدمات الرعاية الصحية إيجاباً على المجتمعات وقدرتها على المشاركة بفاعلية في عملية التنمية. تنفذ مؤسسة توكل كرمان عدة مشاريع في قطاع الصحة خصوصاً تلك التي تستدعيها الصراعات والحروب والأوبئة وتتطلب دعماً مباشراً للمراكز والمستشفيات تلبية للنداءات العاجلة لتوفير التجهيزات والمستلزمات والاحتياجات الطبية للمرافق والكادر الطبي، أبرزها التدخلات الصحية التي تستدعيها الصراعات والحروب، كما تساهم المؤسسة في تعزيز الوعي والفهم للقضايا الصحية عبر المشاركة في الحملات الإعلامية للأيام الصحية العالمية.

إنشاء وتطوير البنى التحتية يعدّ لبنة أساسية تعلب دوراً رئيسياً في تحسين المستويات المعيشية للمجتمعات. بعض المجتمعات تعاني من تدهور البنى التحتية فيما تؤدي الحروب إلى تدميرها جزئياً أو كلياً؛ الأمر الذي يتسبب بمضاعفة معاناة الناس. تدرك مؤسسة توكل كرمان أهمية تأهيل وصيانة الطرقات والبنى التحتية ومدى انعكاسها المباشر على حياة الناس وتنقلاتهم وتعليمهم وإنتاجيتهم؛ لذا تعمل المؤسسة للحد من تلك الانعكاسات السلبية التي تلحق بالناس عبر إعادة صيانة الطرق والبنى التحتية لتعود إلى وضعها الطبيعي في تقديم الخدمات اللازمة والمستدامة لتمكين الناس وتحسين ظروف الحياة المجتمعية.

إنشاء وتطوير البنى التحتية يعدّ لبنة أساسية تعلب دوراً رئيسياً في تحسين المستويات المعيشية للمجتمعات. بعض المجتمعات تعاني من تدهور البنى التحتية فيما تؤدي الحروب إلى تدميرها جزئياً أو كلياً؛ الأمر الذي يتسبب بمضاعفة معاناة الناس. تدرك مؤسسة توكل كرمان أهمية تأهيل وصيانة الطرقات والبنى التحتية ومدى انعكاسها المباشر على حياة الناس وتنقلاتهم وتعليمهم وإنتاجيتهم؛ لذا تعمل المؤسسة للحد من تلك الانعكاسات السلبية التي تلحق بالناس عبر إعادة صيانة الطرق والبنى التحتية لتعود إلى وضعها الطبيعي في تقديم الخدمات اللازمة والمستدامة لتمكين الناس وتحسين ظروف الحياة المجتمعية.

تمكّن مؤسسة توكل كرمان النساء والفتيات من خلال التدريب، والدعم المالي، ومساندة المشاريع التي تقودها النساء، بما يعزز المساواة والاستقلالية والأثر الاجتماعي المستدام.

تُعدّ مبادرة "حيث الإنسان" إحدى أبرز المبادرات الإنسانية التي أطلقتها مؤسسة توكل كرمان، وتهدف إلى تسليط الضوء على معاناة الأفراد في اليمن ومساعدتهم من خلال دعمهم بمشاريع تنموية وإنسانية ملموسة. يوثق البرنامج قصصًا واقعية لأشخاص يعيشون في ظروف قاسية، وينقل صوتهم إلى العالم ليكون وسيلة للتغيير الإيجابي والدعم المجتمعي. ترتكز رؤية البرنامج على أن الكرامة والعدالة والحرية لا يمكن تحقيقها دون الوقوف إلى جانب الفئات الأكثر تضررًا من الحرب والفقر والحرمان. فغياب العدالة الاجتماعية والحقوق الأساسية هو السبب الأول في تكريس المعاناة وإدامة التخلف. ومن هنا، يأتي البرنامج ليجعل من الإنسان محورًا لكل جهد إنساني وتنموي. من خلال حلقاته المتنوعة، يعرض البرنامج نماذج من الصمود والإرادة، ويواكب مشاريع المؤسسة في مجالات التعليم، والصحة، والتمكين الاقتصادي، ودعم المرأة، وبناء السلام. كما يبرز كيف أن المبادرات الصغيرة يمكن أن تُحدث أثرًا عميقًا حين تُبنى على فهم حقيقي لاحتياجات الناس. "حيث الإنسان" ليس مجرد برنامج توثيقي، بل رسالة مستمرة تؤمن بأن التغيير يبدأ من الإنسان، ويعود إليه، وأن نقل معاناة الآخرين هو الخطوة الأولى في صناعة مستقبل أفضل للجميع.