الجهود الدولية في مجالات التنمية المستدامة أحرزت تقدماً ملحوظاً في تحسين حياة الناس، فيما تزامن تطور المجتمعات في مختلف الأصعدة مع ظهور تحديات عالمية معاصرة تتسارع وتيرتها خصوصاً التحديات البيئية، وانعدام المساواة ،والعنصرية والصراعات. إن الضغوط الأمنية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والبيئية في كثير من مناطق العالم تقلل من قدرة الناس على الصمود وتبنّي خيارات السلام وتدفعهم إلى الفوضى والصراعات التي لا تزال الكثير من المجتمعات تغرق في وحلها وتجسّد المشكلة القديمة المتجددة التي لا تزال تشكل عائقاً أمام عجلة التنمية. إن التحديات في مجالات التنمية وبناء السلام كغيرها من التحديثات تزيد من الكلفة السياسية والاجتماعية والإنسانية على المجتمعات ما ينذر بكارثة محققة يصعب معها معالجة تداعياتها السلبية. لذا تعمل مؤسسة توكل كرمان على إقامة مؤتمرات تهدف إلى تسليط الضوء على المشكلات العالمية في مجالات التنمية، وبناء السلام وحقوق الإنسان وغيرها. تقام المؤتمرات بمشاركة مجموعة من الباحثين والأكاديميين والمتخصصين يقدمون أوراق عمل لمناقشة المشكلات وتحليلها وفهم سياقاتها، ومناقشة الممارسات و الأدوات والسبل الأمثل لحلها.

ينطلق عمل مؤسسة توكل كرمان في هذا البرنامج من فكرة بناء جسور التواصل بين الثقافات والمجتمعات للتفاعل الإيجابي فيما بينها، وإفراد مساحة للنقاشات حول القضايا العربية والعالمية المعاصرة، وذلك من خلال العمل مع الهيئات والمؤسسات والمنتديات المحلية والإقليمية والعالمية، للمساعدة في نشر الثقافة والمعرفة بين الشعوب المختلفة، وإتاحة الفرصة لتبادل الأفكار والآراء الثقافية، مع احترام التفرد الثقافي للشعوب، بما يساهم في تعزيز الروابط الإنسانية، والتقريب بين جميع البشر، وكسر الصورة النمطية السلبية التي تحملها الدول تجاه بعضها البعض.

نعيش اليوم في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أصبحت هذه المنصات قنوات أساسية للتواصل ونشر الأفكار. ومع تزايد الوعي بقوة الكلمة والصورة على هذه المنصات، تتعاظم مسؤوليتنا كأفراد مؤثرين في تسخير هذه القوة لخدمة المجتمع وتعزيز القيم الإنسانية العادلة. وفي هذا السياق، يهدف برنامج "تأثير" إلى تأهيل أكثر من 60 شابًا وشابة من المؤثرين العرب الإيجابيين والملهمين على منصات التواصل الاجتماعي. يسعى البرنامج إلى تمكينهم من إنشاء محتوى مؤثر يعزز قيم التعايش والسلام، وذلك من خلال تزويدهم بأدوات ومهارات جديدة لصناعة محتوى إبداعي وأصيل قادر على تحويل المشاعر السلبية إلى فرص للحوار، وبناء جسور التعاون، وترسيخ الاحترام المتبادل.

تعدد المهارات أصبحت سمة أساسية من سمات التميز في العصر الحديث، والاستثمار في الإنسان هو الرهان الأكبر لتنمية المجتمعات ونهضتها في مختلف المجالات، من أجل ذلك تعمل مؤسسة توكل كرمان على تنظيم دورات تدريبية في اختصاصات عديدة تهدف إلى تحسين الأداء وإكساب المهارات ومشاركة الخبرات لتطوير قدرات الكادر البشري بأساليب وأدوات تتناسب مع التطور التكنولوجي والعلوم المختلفة.

المجتمعات الغارقة في العنف في هذا العالم تحتاج إلى التفكير في إعادة بناء علاقاتها مع ذاتها ومع الآخر والفن وسيلة نوعية تحقق هذه الغاية وتدفعها للاستدامة. الفن تعبير وجداني يتجاوز الكراهية التي تؤدي إلى تمزيق النسيج الاجتماعي، ويلغي الفوارق الاجتماعية بين الأفراد ويوسع مساحة التعاطف والتسامح والتفاهم وبناء الجسور والانفتاح واحترام الآخر. وكما أن الفن يعبر عن ثقافة الأفراد والدول وأفكارهم وتصوراتهم فهو يسهل للمجتمعات الأخرى الفهم دون الحاجة إلى اللغات، كما أنه يلعب دورا حيوياً في التعامل بشكل أفضل مع الاختلافات ومعالجة النزاعات سلمياً. مؤسسة توكل كرمان تنظر للفن كوسيلة يمكن أن تشكل مدخلاً هاماً للسلام ومبادئه وقيمه، وتعتبر أن توسيع الاهتمام بالفن بمختلف أنواعه يعزز رسائل الحياة والسلام لذا تعمل على مشاريع عديدة في مجال الفن منها الاهتمام بالفنانين وإبراز جهودهم وتكريمهم، وإعداد برامج لتأهيل الشباب المتطلّع إلى الفن، وتوثيق الذاكرة الفنية للمجتمعات.