بينما تمتد شبكة تصدير النفط والغاز في شبوة، تفتقر مديرية نصاب في ذات المحافظة، إلى آبار مياه وشبكات توزيع للمياه، في مفارقة غريبة يجمع كل التناقضات ولا يخفف منها سوى المبادرات الأهلية الفاعلة
وقررت مؤسسة توكل كرمان بناء خزان مياه في مديرية نصاب بمحافظة شبوة لثمان قرى ومخيم يضم ألف نازح، يخفف أعباء جلب المياه على النساء والأطفال ويساعدهم بحياة صحية أفضل وعودة الأطفال إلى المدارس بدلا من جلب الماء.
كهل في منطقة أمكدة تؤلمني أن تقضي ابنتي أو زوجتي يوما كاملا لجلب 4 دبات ماء فقط، من مسافة بعيدة، وايت الماء إذا حاول أحد أن يشتري يبلغ سعره 15 ألف ريال، من أين لأحد هذا المبلغ لتغطية أسبوع أو عشرة أيام فقط، كم الراتب أصلا إن امتلكه؟.
في قرية أمكدة وسبع قرى أخرى، وألف من النازحين يتقاسمون نبع ماء عبر طرق وعرة وصعبة، في مديرية نصاب بمحافظة شبوة الغنية النفطية التي تعاني الإهمال والحرمان منذ الاستقلال قبل ستة عقود، رغم إيرادات النفط والغاز.
أحمد عوض رئيس المجلس الأهلي في أمكدة، يقول إن النازحين في حافة الجبل بالمنطقة لا يملكون قطرة ماء، ولا أي من ظروف الحياة. ويعتمدون على نقل المياه بالحمير.
يقول أحد الأطفال في القرية: إما نروح نجلب الماء أو المدرسة، لا يمكن نروح لجلب الماء والمدرسة بنفس اليوم.
رئيس المجلس الأهلي ناشد مرات عدة الدولة بناء مشروع مياه للقرى في مديرية نصاب، دون جدوى.
حققت مؤسسة توكل كرمان حلم السنوات وآمال الأطفال وأحلام النساء وخففت من هموم الرجال لأبناء قرى أمكدة الثمان وألف نازح، وبنت خزان مياه للمنطقة وشبكة توصيل إلى المنازل.
لأول مرة يكون فرح الأطفال أشد بمشاريع خدمية، إذ كان عليهم أن يتناوبوا لجلب الماء أو المدرسة قبل مشروع مؤسسة توكل وفريق برنامج حيث الإنسان.