الرئيسية

الحرب الضروس على مدار الأربعة أعوام الماضية وما رافقها من عنف مهول اغتالت براءة الأطفال وألقت بظلالها القاتمة على حياتهم وحوّلتها إلى سلسلة معاناة مستمرة تنهش أجسادهم ونفسياتهم وحاضرهم ومستقبلهم.

لقد أضحت مشاهد أطفال اليمن مأساوية وكارثية، فمشاهد الخوف تسكن في أعينهم جراء العنف الذي شهدوه أو تعرضوا له، وواقعهم أضحى مساحة مفتوحة لأعمال عنيفة من موت ودمار، وقتل، وإصابات، وتجنيد في جماعات مسلحة، والاتجار والزواج المبكّر، وآخرون وقعوا ضحية التسوّل، ومن تبقّى منهم يحاول الدراسة وسقط الأنقاض، أو العمل من أجل توفير متطلبات البقاء على قيد الحياة.

التقارير الدولية تفيد بأن جميع أطراف الحرب في اليمن جنّدت الأطفال، إذ أفاد تقرير فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة أنه خلال سنوات الحرب الأربع جنّدت أطراف الحرب 3034 طفلاً دون سن الـ 18 وبعضهم دون سن الـ 15، وقتلت 1185 طفلاً.

إن سنوات النزاع والإهمال والحرمان، تضع عبئاً ثقيلاً على المجتمع اليمني، وتمزق نسيجه الاجتماعي وخاصة الأطفال إذ يعيش حوالي 1.2 مليون طفل في اليمن اليوم في 31 منطقة مشتعلة بالنزاع، بما في ذلك الحُديدة وتعز وحجّة وصعدة، ومناطق تشهد عنفاً شديداً بسبب بالحرب.

تساهم مؤسسة توكل كرمان في دعم الفرص التي تُظهر وقوف الأطفال في وجه الحرب وتعبيرهم عن حاجتهم للسلام المستدام، إذ أقام مكتب تعز الثقافي مهرجان " الفن الإبداعي المتنامي من أجل الأطفال " الأول من أجل سلام الطفل برعاية المؤسسة.

في المهرجان الأول من نوعه بحضور حشد كبير من الجمهور برفقة مجموعة من الممثلين والموسيقيين التابعين لمكتب تعز، عبر الأطفال عن رسائلَ السلام من خلال الأنشطة الترفيهية والفنية (الغناء، الموسيقى، الفنون التشكيلية، الفولكلور، الشعر، الدراما الإبداعية).
حضر الحفل السيد عبد الخالق سيف المدير العام للمكتب الثقافي، والشاعر نبيل الحكيمي رئيس اتحاد الكتاب، والسيد مأمون المقطري مدير عام "حديقة التعاون"، جنباً إلى جنب مع أطفال تعز الذين شاركوا في الحفل برفقة ذويهم وأصدقائهم.

قال عبد الخالق سيف مدير عام المكتب الثقافي فيما يتعلق بالأسباب الكامنة وراء إقامة المهرجان: "لقد أثبت هذا المهرجان أهمية سلام الطفل في مدينة تعز، ومنح الأطفال الفرصة ليظهروا كيف يقفوا في وجه العنف والحرب الذين تتعرض لهما مدينتهم اعتماداً على إبداعاتهم ومواهبهم".¬
تابع سيف بقوله: "لقد شكل هذا المهرجان أساسًا لأنشطة حقيقية من شأنها أن تشجع الأطفال على تقديم هواياتهم، للتغلب على تداعيات العنف والحرب عليهم".
وشكر راعي المهرجان مؤسسة توكل كرمان لأنها قامت بتكريم الأطفال الموهوبين وأنشطتهم الإبداعية في ختام مهرجان التطوير، وتقديمهم مكافأة بقيمة 20 ألف ريال.