الرئيسية
يوم المرأة العالمي.. نظرة إلى الماضي وأمل بالمستقبل
أحدثت المتغيرات على الساحة السياسية في اليمن خلال العقد الحالي، كثيراً من المتغيرات على اليمنيين بشكل عام، والنساء بشكل خاص، فقد كانت ثورة 2011 ومابعدها بادرة أمل وإثبات لجدارة المرأة اليمنية في كسر الصورة النمطية القاتمة عنها،
إذ ظهر ذلك من خلال حجز مكانتها في المشاركة العامة والفعل الثوري والسياسي، وتقلد المناصب وانتزاع الحقوق ومشاركة في صنع القرار والعمل في الدوائر الحكومية والخاصة، قبل أن تسلبها الحرب جميع تلك المكتسبات وتنقلب المعادلة رأساً على عقب في بادرة كارثية لم تشهدها المرأة اليمنية من قبل.
تدفع النساء الفاتوة الأكبر كلفة للحرب، إذ لا يتوقف الأمر عند معاناتهن من الصواريخ والمدافع، بل يتحمّلن أعباء إضافية متعددة نفسياً وصحياً واقتصادياً، ناتجة عن تحمل مسؤولية إعالة الأسر والحفاظ عليها من التفكك، خصوصا بعد فقدن أزواجهن وأقاربهن بسبب الحرب، وتحمل أعباء العمل في وظائف لسن مؤهلات للعمل فيها، إضافة للتأثير النفسي إثر قتل واختطاف أبنائهم وذويهم من قبل أطراف الصراع، ومواجهة شبح التشرد والنزوح، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات الإنتهاكات ضدهن من جرائم الاغتصاب والتحرش الزواج القسري وزيادة حوادث العنف القائم على النوع الإجتماعي بحسب تقارير حقوقية.
ومن أجل قراءة كل تلك المتغيرات ومناقشة أبعادها وسبل معالجتها ، نظمت مؤسسة توكل ندوة بعنوان "نساء اليمن في زمن الحرب"، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف الـ 8 من مارس كل عام.
الندوة أقيمت بمشاركة صحافيين وكتاب وناشطين يمنيين، نوقش فيها قراءة للمتغيرات التي طرأت على المرأة اليمنية من مرحلة الثورة إلى مرحلة الحرب، والإنعكاسات النفسية والإجتماعية للحرب على المرأة اليمنية، وتوصل المشاركون إلى نتيجة مفادها أن المستقبل السياسي للمرأة اليمنية بعد الحرب يعتمد على جهودها ومدى دعم المجتمع المدني لها، لأنه يتضح من وجهة نظر العديد من الخبراء الإنسانيين أن الرجال يحتكرون السلطة في أيديهم بعد الحروب والصراعات،
مؤكدين على ضرورة إيجاد وتفعيل برامج التأهيل النفسي للنساء والأطفال أثناء الحرب، ودمج دروس علم النفس في التعليم الثانوي والجامعي.
وطرح المشاركون على إدارة المؤسسة مجموعة من الأفكار والرؤى التي من شأنها الإسهام في تطوير برامج المؤسسة المستقبلية التي تستهدف النساء وخاصة المتضررات من الحرب.