مازالت العنصرية جزء من ثقافة كثير من المجتمعات رغم الجهود الإنسانية لكثير من المؤسسات الدولية لتجاوز هذا المأزق الإنساني. في اليمن، هنالك فئات من المهمشين الذين مازالوا يعيشون بعيدا عن الحياة الاجتماعية اليمنية بسبب النظرة القاصرة لهم، مما يجعل تواجدهم مازق وجودي بالفعل وهذا الامر له الكثير من التداعيات السلبية والتي تتضمن الجانب النفسي والاقتصادي لهذه الفئات من المجتمع. من الجهود التي قامت بها مؤسسة توكل كرمان لتجاوز مثل هذا التمييز العنصري هو انشاء مركز تدريب مهني لسكان خيام في ريف تعز من فئة المهمشين، يمكِّنهم من تعلم مهن مختلفة وتأهيلهم للخروج إلى سوق العمل.
يعاني سكان مخيم "القحفة الحمراء" في ريف تعز من الفقر والبطالة، ويقول فيصل سعد وهو أحد سكان المخيم، إنه يذهب للبحث عن عمل لكن كثيراً ما يتم رفضه اما لعدم إتقانه للمهنة أو لعدم قدرته على توفير معدات العمل.
عبد الله عبد الكريم هو الآخر من سكان المخيم ويتساءل منزعجا، لماذا يتم تجاهل فئة المهمشين من تدريبهم على المهن المختلفة؟ ولماذا لا يعملون كغيرهم من فئات المجتمع بأعمال الحدادة والنجارة والسباكة ويتم حصرهم فقط في أعمال نظافة الشوارع والصرف الصحي أو العمل إسكافيين.
ويقول عبد الله إن المهمشين يمتلكون القوة والقدرة على العمل في أي مهنة مهما كانت صعبة، لكنهم لم يجدوا أي اهتمام أو استغلال لطاقاتهم وتوظيفها في خدمة المجتمع، ليبقى الكثير منهم في دائرة البطالة.
قررت مؤسسة توكل كرمان تأسيس مركز تأهيل وتدريب مهني، ووفرت المؤسسة مقرا للمركز ومعدات ثقيلة لقص وتشكيل الحديد والألمنيوم والأخشاب، ومعدات الحدادة، والنجارة والطلاء.
يقول فيصل سعد وهو أحد المستفيدين من المركز إن هذا المشروع سيمكنهم ليصبحوا حدادين ونجارين وملحميين ويخرجهم إلى سوق العمل مؤهلين وأصحاب خبرة في مختلف المهن.
ويأتي مشروع تنفيذ مركز التأهيل ضمن سلسلة أعمال برنامج مؤسسة توكل كرمان التنموي "حيث الإنسان" في الموسم الرابع والذي عرضته قناة بلقيس خلال شهر رمضان في عام 2022.