فئة جديدة غير متوقعة، لا تقوم بها المؤسسات والمنظمات في العادة، مؤسسة توكل كرمان استهدفتها لإعادة الحياة إلى عدد من النساء يتراوح أعمارهن بين 50-60 سنة، معظمهن صرن جدات لديهن أحفاد، لكن الحياة تدب في قلوبهن بعد تدخل مؤسسة توكل كرمان.
تقول الجدة خديجة إنها تعمل مع آخريات في إحدى مزارع مديريات تريم بوادي حضرموت شرقي اليمن، لإعالة نفسها وأسرتها، رغم كل مشاق العمل وآلامه التي أصابتها مثل الضغط والقلب والسكر، لكنها تستمر في عملها.
أم ياسر تقول إنها تعمل لأن والدها توفي وليس لديه راتب، وهي تعمل في عدة مزارع تنقلها وزميلاتها إليها سيارة يركب عليها من استطاعت منهن تسلقها، مقابل 500 ريال في اليوم لا أكثر.
يقول عمر بازهير مدير مؤسسة التسهيل لتنمية المرأة والطفل في حضرموت إن مؤسسته قبل سنتين استهدفت مشروع جدتي مفتاح للخير، يستهدف النساء كبيرات السن، لتوفير فرص العمل بشغل الخوص (العزف)، لكبيرات السن. يضيف أن المشروع بدأ بجمع بيانات الراغبات في الانضمام لهذا المشروع، وفوجئ بحجم الإقبال الكبير من كبيرات السن إلى هذا العمل. يضيف كنا نستهدف 30-50 امرأة في هذا المشروع.
واجهت مؤسسة التسهيل صعوبات جمة، أدى إلى إغلاق مبادرة تشغيل النساء كبيرات السن، أدى ذلك لصدمة بين النساء اللاتي اعتدن على العمل معا أسبوعيا، واللقاء في بيت إحداهن في يوم الإجازة.
تقول الجدة خديجة إنها أقنعت العديد من العاملات في المزارع بالبدء في العمل مع مؤسسة التسهيل في مهنة الخوص، أما أم صالح تقول فرحنا بهذا العمل، نتعلم ونشتغل ونتوله.
تقول الجدة خديجة العمل الجديد خفيا يعتمد على اليدين، حولنا مقر عملنا إلى مصدر للدخل، وإلى تعلم وقراءة قرآن وأناشيد وغناء وفسحة،
قررت مؤسسة توكل كرمان دعم مؤسسة التسهيل ومبادرة تشغيل النساء كبيرات السن في صناعة الخزف، شمل المشروع تأسيس مشروع " جدتي مفتاح الخير" التابع لمؤسسة التسهيل، عبر مبنى متكامل مكون من عدة طوابق وغرف، مجهز بكامل معدات الخوص، والتدريب، وكل ما يلزم.
لا يمكن لأحد شاهد ردة فعل النساء كبيرات السن، لحظة افتتاح المشروع الذي تضمن أيضا حافلتي مواصلات، أن يكتب عن تلك اللحظة، سوى الشعور بالسعادة الغامرة.
عمر بازهير مدير المؤسسة عبر عن شكره الجزيل لمؤسسة توكل كرمان التي مكنت مؤسسته من إعادة تشغيل النساء وتزويدها بكل ما يلزم لصناعة الخوص والتدريب والمواصلات.