الرئيسية
مؤتمر يمن ما بعد الحرب
دعت توكل كرمان، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، القوى المختلفة في اليمن، كالمقاتلين والولاة وقوات المقاومة، إلى إنشاء قيادة ميدانية داخلية مهمتها تحرير اليمن من الميليشيات والوصاية والاحتلال.
جاءت هذه الدعوة في جدول أعمال مؤتمر نظمته مؤسسة توكل كرمان في 7 مارس 2020، تحت عنوان "يمن ما بعد الحرب ... رؤية مستقبلية"، بمشاركة العديد من المفكرين والباحثين والناشطين اليمنيين والعرب والأجانب.
أشارت كرمان إلى وجود فراغ في السلطة سواء في الحكومة أو في الأنظمة التي كتبها السفير السعودي ووقعها هادي، وجددت كرمان أن رئيس الوزراء لا يمثل اليمن والشرعية، وأن الرئيس هادي عاجز وسجين ومسلوب الإرادة الحرة.
وصرحت توكل أن وقف الحرب في اليمن ليس سوى خطوة من خطوات بناء سلام حقيقي ومستدام، وطالبت المملكة العربية السعودية بأن تتعهد برفع وصايتها عن اليمن وإعادة إعمار ما تم تدميره بسبب الحرب التي للسعودية يدٌ فيها.
وقالت توكل: إن الاتفاقات الجزئية تطيل أمد الحرب، وتنحي قضية اليمن الرئيسية جانباً، وأكدت على أن اليمن ستقاوم الإمامة والتقسيم، ولن تخضع لوصاية السعودية والإمارات.
ذكرت كرمان أن الاتفاقات المبرمة بين أمراء الحرب الذين لا يكترثون لوحدة اليمن وسيادتها لن تنهي الحرب، ودعت المجتمع الدولي إلى الضغط عليهم للعودة إلى المسار السياسي.
وأكدت طوبى أرجان، نائبة رئيس العلاقات الخارجية في حزب العدالة والتنمية، دعم تركيا لدولة اليمن في سيادتها ووحدة أراضيها، مشيرة إلى أن تركيا مستعدة للتخفيف من الأزمة الإنسانية التي يعيشها ملايين اليمنيين.
كانت هناك ثلاث جلسات في المؤتمر الذي نظمته مؤسسة توكل كرمان. في الجلسة الأولى، ناقش المشاركون مسألة إنهاء الحرب وكيفية تشكيل الدولة والحكومة على افتراض أن الحرب قد انتهت. وحضر هذه الجلسة أحمد الصياد سفير اليمن الأسبق لدى اليونسكو، والناشط والمعلق السياسي إبراهيم القتابي، وج، أ، بيترسون الباحث في مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة أريزونا، والكاتب وطبيب القلبية اليمني مروان الغفوري.
ناقشت الجلسة الثانية موضوع "مستقبل التأثيرات الإقليمية والدولية في يمن ما بعد الحرب". حضر هذه الجلسة علي العبسي الباحث والمعلق السياسي، وويليام لو رئيس تحرير "Arab Digest" ومراسل بي بي سي السابق، وجوناثان هارفي الصحفي والباحث المختص في النزاعات والجغرافيا السياسية، وستيفن دبليو داي أستاذ العلاقات الدولية في جامعة لورانس.في الجلسة الثالثة، تمت مناقشة موضوع "أولويات ما بعد الحرب ... إنهاء الصراع بين المسؤولية السياسية والقانونية والعدالة في المرحلة الانتقالية كمقدمة لإعادة الهيكلة". حضر هذه الجلسة عباس عروة، أستاذ الفيزياء ومؤسس معهد قرطبة للسلام بجنيف، وفرانك مرميير، الباحث المخضرم في المركز القومي للبحوث الفرنسية، وجميلة عبيد، الصحفية اليمنية والخبيرة الاقتصادية، والدبلوماسي محمد المسفر، أستاذ العلوم السياسية في جامعة قطر.
تم إثراء الجلسات بالعديد من النقاشات، وطرِحت العديد من التساؤلات حول كيفية إيقاف الحرب، وكيفية الخروج من الوضع الحالي، وكيفية الانتقال إلى مرحلة بناء الدولة اليمنية الحديثة، وكيفية إعادة إعمار اليمن بعد الدمار الذي أصابه إثر خمس سنوات من الحرب.
صور مؤتمر يمن ما بعد الحرب.. رؤية استشرافية