الرئيسية
تم دعم الدعوات لوقف الحرب في اليمن ونزع سلاح الميليشيات في مؤتمر مؤسسة توكل كرمان في إسطنبول
دعمت تركيا الدعوات الدولية التي انطلقت في مؤتمر عقد في إسطنبول لإنهاء الحرب في اليمن ونزع السلاح من الميليشيات المسلحة المختلفة.
أقامت مؤسسة توكل كرمان المؤتمر الذي عقد في إسطنبول تحت عنوان "اليمن: تحديات الحرب وفرص السلام" والذي حضره باحثون دوليون ويمنيون لتسليط الضوء على قضية اليمن.
في الجلسة الافتتاحية، أعربت الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان عن أملها في أن تنتهي الحرب في اليمن "بجهود دولية مخلصة وجادة".
لإنهاء الحرب وإعادة السلام في اليمن، اقترحت كرمان عدداً من الخطوات مثل "وقف الحرب ورفع الحصار وانسحاب الإمارات والسعودية من اليمن" و "استئناف العملية السياسية التي تم إيقافها بشكل غير شرعي عبر انقلاب الحوثيين".
شددت كرمان على ضرورة تشكيل مجلس عسكري لنزع السلاح من جميع المليشيات سواء المليشيات الحوثية أو المليشيات الأخرى في مناطق الصراع في اليمن، وتشكيل لجنة وحدة وطنية من قبل جميع المؤسسات، وتحويل الحوثيين إلى حزب سياسي، وإجراء استفتاء على الدستور والانتخابات العامة.
ودعت كرمان إلى إنشاء لجنة المصالحة الوطنية والإصلاح وإعادة إعمار البلاد، وإجبار التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات على دفع تعويضات عن الأضرار التي لحقت بالبلاد.
أعرب جودت يلماز، نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، عن إدانة بلاده لاستغلال الطائفية كمصدر جديد للصراع، قائلاً: إن "الصراعات الطائفية تحول المنطقة إلى جحيم". وأوضح أن بلاده تحترم جميع الهويات الطائفية لكنها تقف ضد الطائفية.
وأكد يلماز على أن تركيا تدعم استقلال اليمن وسيادتها ووحدة أراضيها وحكومتها الشرعية.
وأضاف بقوله: "نعتقد أن الأطراف في اليمن يمكن أن تحل مشاكلها. آمل أن يتم حل هذه الأزمة بسرعة وأن تنتهي المعاناة الإنسانية ... اليمن مهم للغاية لأمن منطقة الخليج ... الأزمة في اليمن أصبحت أكثر خطورة وأصبحت اليمن تعيش أزمة إنسانية كبيرة ...".
وناشد الرئيس التونسي الأسبق، المنصف المرزوقي، وسائل الإعلام الغربية والعربية لتحويل الانتباه إلى الأزمة الإنسانية المستمرة في اليمن.
وقال: إنه يتعين على وسائل الإعلام بما فيها قناة الجزيرة أن تعرض يومياً صور أمل حسن التي ماتت من الجوع، على صفحتها الأولى وقنواتها التلفزيونية.
وأضاف قائلاً: "لماذا لا يتم عرض مثل هذه الصور كل يوم وكل لحظة؟ يجب أن يكون الاهتمام الموجه لهذه الأزمة على قدم المساواة مع الاهتمام الموجه لقضية مقتل جمال خاشقجي ... اليمن تعيش أسوأ أزمة إنسانية شهدناها على الإطلاق". كما دعا إلى إجراء محاكمة دولية بحق الذين ارتكبوا جرائم ضد اليمن، والذين أشعلوا نار الحرب في اليمن وساهموا فيها.
وأيد المعارض المصري ورئيس حزب "غد الثورة" أيمن نور بيان المرزوقي بشأن الأزمة اليمنية وقال: إن "الراحلة أمل حسين مظهر من مظاهر الجريمة والإرهاب الذي يرتكب بحق الشعب اليمني".
وأضاف: "إن أمل وعشرات الآلاف من أطفال اليمن ضحايا الصراع مع دول مثل إيران، واليمن كانت ساحة لعب لمثل هذه الدول من أجل صراع لا يعرف أحد متى سينتهي". كما أكد أن هذا المؤتمر هو أمل حقيقي لتحسين أداء أنصار الربيع العربي.
تناولت الكلمات التي ألقيت بعد الافتتاح قضية اليمن بكل عناصرها وأبعادها وسياقاتها المحلية والإقليمية والدولية. أوضح الباحث اليمني عبد الناصر المودع عن أول ملف بحثي للجلسة الأولى بعنوان "جذور وأسباب الصراع في اليمن".
وقدمت المتحدثة الثانية، سيلين غيريزي، الأستاذة الفرنسية في الجغرافيا السياسية والباحثة والمستشارة السياسية ومراقبة العلاقات الدولية، مقالة بعنوان "اليمن في ميزان الصراع الإقليمي". ومقالة العمل الثالثة بعنوان "دور الجماعات الدينية في الصراع" قدمها فرانسوا بورغا، الباحث السياسي الفرنسي وخبير اللغة العربية وكبير الباحثين في المركز الوطني للبحوث العلمية.
قدم نبيل البيضاني، الناشط والباحث اليمني الملف البحثي الأول للجلسة الثانية بعنوان "واقع حقوق الإنسان في اليمن في زمن الحرب"، في حين تم تقديم الملف الثاني من قبل باتريشيا ليدل، الخبيرة الكندية المختصة في الاتصالات الدولية في إدارة الصراع والاتصال والاستراتيجيات السياسية، تحت عنوان "المسؤولية الدولية عن القضية الإنسانية في اليمن".
وقد تم تقديم ملف العمل الأول للمؤتمر الذي انتهى بالجلسة الثالثة، بعنوان "عمل المنظمات الدولية في اليمن – الحقائق والمطلوب" من قبل غلامور جيارتانا، باحث وعضو الهيئة التدريسية في المعهد الفرنسي للعلاقات والاستراتيجيات الدولية (IRIS) وخبير الجغرافيا السياسية في أمريكا اللاتينية والشرق الأوسط. وتم تقديم ملف العمل الثاني بعنوان "مستقبل المصالحة الوطنية في ضوء التجربة الدولية" من قبل رضوان زيادة، الباحث السوري في المركز العربي للأبحاث والدراسات الاستراتيجية ومعهد السلام الأمريكي والمدير التنفيذي للمركز السوري للدراسات السياسية والاستراتيجية بواشنطن.