قدّمت مؤسسة توكل كرمان عبر برنامج "حيث الإنسان" في موسمه السابع، ورشة صيانة متكاملة لمهندس في منطقة المصينعة بمديرية الصعيد في محافظة شبوة (شرق اليمن) والذي أصيب بمرض أفقده القدرة على ممارسة حياته بشكل طبيعي.
وجدي ناصر، كان ضمن الأطفال الذي أوقف شلل الأطفال حركتهم، ومنذ ذلك الزمن أصبح طريق سيره متعبًا وعمله شاق، فكان يجلس في منزله ولا يغادره إلا في النادر. لكنه لم يستسلم فقام بإعادة تصنيع دراجة نارية لتناسبه ويتنقل بها من منزله إلى الورشة الصغيرة التي يملكها لإصلاح وصيانة أجهزة التبريد والتكييف ومن وإلى أي مكان يريده.
هذه لم تكن البداية فتجربته الأولى مع الصيانة كانت عند قيامه وهو طفل بإصلاح مذياع والده الذي توقف عن العمل عندما كان يستمع إليه جوار أبيه، فطاف خبر ما قام به قرية المصينعة التي يسكن فيها، فأعاد العمل لكل مذياع توقف عن أداء مهمته وأصلح الدراجة الهوائية التي أهداها له والده وأبهر أقرانه بما يصنع.
أكمل وجدي تعليمه الأساسي وأتمم ثانويته من المنزل، ثم سافر إلى عدن والتحق بالمعهد الفني بمنطقة المعلا لدراسة هندسة أجهزة التبريد التكييف، وهناك تمكن من إعداد وسيلة تواصل تناسب الحالة التي هو فيها. وفي العام 2018 بدأ بتصميم وهندسة الدراجات النارية الخاصة بذوي الإعاقة بمقابل رمزي، ليتمكنوا مثله من الوصول إلى وجهتهم ولا ينتظرون سيارة تأخذهم في طريقها.
يقول وجدي ناصر: "أعمل في صيانة أجهزة التكييف والتبريد وجميع الأجهزة الإلكترونية المنزلية والدراجات النارية. لكني أواجه صعوبات منها؛ ضيق المكان حيث أضطر للخروج إلى الهواء الطلق بين حرارة الشمس لصيانة الأجهزة. كما أن بعض المستلزمات وقطع الغيار لا توجد لديّ بسبب غلاء ثمنها وعدم قدرتي على شرائها، فيضطر الزبائن للذهاب إلى حيث تتوفر تلك القطع".
يضيف وجدي ناصر: "أتمنى أن يكون لدي محل واسع وقطع غيار لكي أصلح الأجهزة ولا يضطر أي أحد من الزبائن للذهاب إلى مكان آخر".
هنا تدخلت مؤسسة توكل كرمان عبر "حيث الإنسان"، وقامت بتوسعة ورشة وجدي وتوفير جميع أدوات ومستلزمات ومعدات الصيانة بشكل متكامل.
وعبّر وجدي عن شكره العميق لمؤسسة توكل كرمان قائلا: "لقد سهلت لي عملي بعد أن كنت أعمل في مكان ضيق، والآن بعد توسعة المساحة توفر لي الضلال والسعة للعمل براحة وساعدتني المعدات في تحسين دخلي وبإمكاني تطوير الورشة الآن بأكثر مما كانت عليه في السابق".



