الناس والبحر قصص لا تنتهي، وحكايات مليئة بكفاح الإنسان المستمر للعيش بكرامة مع أسرهم، وخصوصا في اليمن نظرا للحرب الدائرة والمستمرة. مهنة الصيد قد تجعل كفاح الإنسان لا حدود له إذا لم يتوفر لديه الأدوات اللازمة لذلك، وهذا ما يمكن تلمسه في قصة معلم الرياضيات علي سالم الذي قام بصناعة قارب صيد من جذوع الشجر ليعيل أسرته معرضا نفسه لمخاطر مؤكدة. لذلك وفرت مؤسسة توكل كرمان قاربا ومعدات صيد لهذا المعلم في لحج، بعد أن كان يمارس مهنة الصيد لتوفير احتياجات أسرته مستخدما قارب صنعه بطريقة بدائية من بقايا أشجار النخيل.
تداول نشطاء قصة الرجل ووصف البعض قصة المعلم علي سالم مع قاربه المتهالك بأنه أغرب قارب صيد في اليمن.
يقول المعلم علي سالم بأنه اضطر للعودة إلى مهنة والده في صيد الأسماك بسبب تدهور الوضع الاقتصادي الناتج عن تداعيات الحرب في اليمن، رغم تحذيرات الطبيب من مخاطر ذلك على قدمه اليمنى التي يشكو من ورم فيها وكذلك من مخاطر الوقوف لفترة طويلة إذ لا يزال مستمرا في عمله كمدرس لمادة الرياضيات، لكن راتبه لا يكفي لتوفير احتياجات أسرته.
وقال نجله "خباب علي" البالغ من العمر 18 عاماً، إنه هو الآخر اضطر لترك المدرسة ومرافقة الصيادين الذين يوكلون إليه المهام السهلة، مقابل مبلغ مالي بسيط يجمعه من أجل مساعدة والده، مشيراً إلى أنه يتعلم مهنة الصيد ويسعى لامتلاك قارب يمكنه من العمل لتوفير احتياجات أسرته وكذلك يتيح له فرصة العودة إلى المدرسة.
ووفرت مؤسسة توكل كرمان قارب صيد بمحرك جديد بالإضافة إلى معدات صيد متكاملة، وقال المعلم علي إن ذلك سيمنعه من المغامرة مجددا في البحر بتلك الطريقة التي كانت تشكل خطرا على قدمه.
ويأتي مشروع توفير قارب الصيد للمعلم علي سالم ضمن سلسلة أعمال برنامج مؤسسة توكل كرمان التنموي "حيث الإنسان" والذي تعرضه قناة بلقيس خلال شهر رمضان.