للحروب تداعيات سلبيه كثيرة، احداها هو التغرب والتشرد وعدم قدرة الانسان الحصول على عمل ليعيل أسرته. في اليمن تشرد الكثيرون جراء الحرب وعاشوا في ظروف غير إنسانية وبلا دخل في بلاد الاغتراب وفي الداخل أيضا. احدى مشاريع مؤسسة توكل كرمان التنموية كان توفير قاربا صيد مجهزان بمعدات الصيد، لصياد ونجله شردتهما الحرب من مديرية ذباب الساحلية بتعز مع جميع سكان القرية الذين تفرقوا بين المديريات والدول حيث لجأ بعضهم إلى مخيم في جيبوتي أثناء رحلة التشرد والهروب من القصف.
تتبعت المؤسسة عبر برنامج "حيث الإنسان" الذي تعرضه قناة بلقيس في رمضان، رحلة حاتم خضير أحد سكان القرية المنكوبة بعد عودته من جيبوتي إلى عدن ليستقر في مدينة البريقة.
يقول حاتم إن جميع أهالي قريته تشردوا ونزحوا منها بعد اشتداد الحرب، ولجأ بعضهم إلى مديريات مجاورة فيما سلّم بعضهم مصيره للبحر ووصلوا إلى مخيم "أبوخ" للاجئين في جيبوتي.
يروي حاتم مأساته بعد الدمار الذي أصاب قواربه بسبب الحرب حيث فقد الأهالي 65 قارب صيد، ويقول إن المشهد الأصعب عندما تعرض ميناء المخا لسلسلة غارات جوية كادت إحداها أن تودي بحياة جميع من في السفينة التي قادتهم في رحلة التشرد إلى جيبوتي.
عاد حاتم بعد تحرير مدينة عدن للاستقرار فيها وأصبح وضعه مع أسرته مزريا لعدم وجود عمل يستطيع من خلاله توفير متطلبات أسرته في ظل وضع اقتصادي متدهور وغلاء أسعار فاحش.
وعملت مؤسسة توكل كرمان على توفير قارب صيد لحاتم وآخر لنجله بالإضافة إلى معدات صيد متكاملة، لينتصر حاتم في هذه الجولة من معركته مع الحياة ويتيح لأبنائه فرصة إكمال تعليمهم كما كان يطمح لنفسه عندما كان طالبا في الجامعة وأجبرته الظروف حينها على التوقف.
ويأتي هذا العمل هذا المشروع ضمن سلسلة أعمال برنامج مؤسسة توكل كرمان التنموي "حيث الإنسان" للموسم الرابع والذي عرضته قناة بلقيس خلال شهر رمضان في عام 2022.