المقالات

أيوب طارش، الفنان الأصيل والموسيقار اليمني الشهير، العازف الذي غنّى لليمن أرضاً وإنسانا، ورافقت ألحانه نضالات الشعب اليمني وبطولاته، وطوال عقود من الزمن إنحاز لأحلام اليمنيين وأفراحهم، وملأت معزوفاته بما فيها من تعابير ومشاعر وانتماء كل بيت في اليمن،

يعدّ أيوب من أبرز الفنانين الذين أثروا قطاع الفن والموسيقى باليمن إذ قدّم عشرات الإنتاجات بإبداع وإخلاص منها ماقام بإخراجها، ومنها ماقام بتلحينها، ومنها ماقام بعزفها.

لقد شهدت اليمن تراجعاً هادراً لقطاعات الفن والثقافة بسبب الحرب التي تشهدها منذ قرابة خمسة أعوام، والتفتت جميع الأطراف الفاعلة في اليمن لتغذية آلة الحرب والتحريض والنزاع، وأدارت ظهرها عن كل ماله علاقة بالفن والسلام الأمر ذاته الذي تسبب بالخذلان والبؤس لصانعي الفن ومحبيه.

عرفانا بالدور الاستثنائي في العمل الوطني والإبداعي الذي مثّله الفنان أيوب طارش عبسي في مشواره الفني الطويل، وللمساهمة في إفراد مساحة لخلق مشهد إنساني يتحدى آلات الدمار والرصاص ويؤكد على استمرارية الحياة، أقامت مؤسسة توكل كرمان وقناة بلقيس اليمنية احتفالية خاصة لتكريم الفنان اليمني أيوب طارش.

وفي كلمة لها في الفعالية قالت السيدة توكل كرمان: شاركت في فعاليات كثيرة وألقيت كلمات في جهات العالم الأربع لكنني اليوم أشعر بالرهبة وأنا أقف أمام ايوب طارش عبسي. أيوب أيقونة جيلنا ونغمة انعتقانا وفاتحة الجمهورية ونشيد الوحدة اليمنية.

وأضافت: " أيوب تاريخ من الفن ووعد لمستقبل اليمن. اليمن العظيم الذي عليه أن يتحقق في الزمن القادم بنفس حضوره في تاريخ الفن والثورة وأكثر منه، يتحقق باستمرار بفنه الحي الذي لا يموت فنه الذي يمنحنا ذاكرة للجمال ومرآة نرى أنفسنا من خلالها وهجاً لا ينطفئ.

وتابعت: "كان جيل الفنانين الرواد تعبيراً عن حياة جديدة وميلاد اليمن بعد عقود من ظلام الإمامة ومظالم الإستعمار، والامامة والاستعمار كما علمنا تاريخنا يأتيان معاً يداً بيد ويرحلان معا يداً بيد. وكان لانتكاستنا دائما وجهان أحدهما من الداخل والآخر من الخارج. الفن ذاكرتنا وأيوب صوتنا الذي يذكرنا بأننا شعب لا يموت ويمن يأبى الانكسار أمام الضيم والظلم والظلام".

وأردفت: "دعونا نعود إلى الفن. فأمام الفن تصغر السياسة وتتقزم الحرب وتصغر كبارها وإذا حضر أيوب حضر الفن بكله، خلف هذه البساطة الأليفة التي عرف بها أيوب طارش عبسي تاريخ من الابداع والتألق والانجاز الفني، خلف هذا التواضع الجم تاريخ مجيد اصبح تاريخنا نحن، تاريخ يمنيننا لا سيرة حياة فنان يمني فحسب".

وأشارت إلى أن" تكريم الفنان يكون وهو حي يستمع لصدى إبداعه وتقدير مجتمعه لفنه وعطائه وبذله، ولعلنا بهذا الاحتفاء البسيط نستدرك في أيام الشتات شيئاً مما لم يحدث في أيام الاستقرار، نحاول أن نقول كلمة في زمن الحرب لم تُقل في زمن السلام".

وفي الحفل الذي حضره جمهور غفير من محبي الفنان أيوب، أُنشدِت فيه أغاني الحب والسلام والوحدة، وتخلل الحفل فقرات فنية متنوعة، وتم تكريم الفنان بمبلغ 20 الف دولار مقدم من مؤسسة توكل كرمان، كما تم استعراض آخر عمل فني للفنان أيوب تحت عنوان "شعارنا إنسانية".