المقالات

تعز اليمنية، تعد ثالث المحافظات اليمنية اكتظاظاً بالسكان، باتت مرتعًا للعنف بعد أسابيع قليلة من اندلاع النزاع في اليمن عام 2015. ومنذ ذلك الحين،

لا يكاد يمر يوم إلا ويقضّ القصف والرصاص والهجمات الصاروخية والضربات الجوية مضاجع السكان في المدينة، فضلاً عن تعرض المرافق الصحية لهجمات صاروخية متكررة، ماأدى لتوقف بعضها جزئياً أو كلياً، والبعض الآخر على شفير الإنهيار، إذ تعاني من شح في الأدوية والموظفين والتمويل.

الالاف الجرحى الذين خلفتهم الحرب الدائرة في المدينة منذ أكثر من عامين، تتفاوت إصابات بعضهم بين المتوسطة والبسيطة، لكن عدم وجود مراكز تأهيل وعلاج لتلك الإصابات يحّولها إلى إعاقات دائمة مما يتسبب في مضاعفة معاناة أصحابها، وتحويل جراحهم الطفيفة إلى جروح مستدامة يمكن أن تؤدي إلى إبقائهم رهناً لأسلوب معيشة محدد وتعطيل إنتاجيتهم مدى الحياة.

مؤسسة توكل كرمان بادرت لإنشاء مركز " رعاية " بتكلفة بلغت أكثر من 20 مليون ريال يمني، بهدف تقديم خدمات العلاج الطبيعي والتأهيل للجرحى، مجهز بالمعدات والأدوات اللازمة، والذي سيمكن الأطباء والمتخصصين من إعادة تأهيل أو الإعاقات التي قد تتحول إلى إعاقات دائمة في المستقبل بسبب نقص الخدمات الطبية اللازمة.

وقالت السيدة مسك الجنيد، المديرة التنفيذية لمؤسسة توكل كرمان: إن هذا المركز يعد مقدمة لمشاريع أخرى ستعمل على تنفيذها المؤسسة ضمن أهدافها في دعم وتحسين القطاع الصحي في اليمن ورعاية جرحى الحرب، مضيفةً أن المركز ستموله مؤسسة توكل كرمان وتديرة مؤسسة "رعاية" ذوي الشهداء والجرحى.

نبيل جمال، مدير مؤسسة " رعاية " التنموية لأسر الشهداء والجرحى قال: إن إنشاء المركز يأتي في وقت مهم بالنظر إلى الاحتياجات الإنسانية العاجلة لجرحى الحرب، معرباً عن شكره لمؤسسة توكل كرمان لوضع هذا المشروع موضع التنفيذ في نطاق أنشطتها الهادفة إلى تخفيف معاناة الناس.

تنمية القطاع الصحي يعد أحد المشاريع التي تعمل عليها مؤسسة توكل كرمان ضمن برنامج التنمية الذي يشمل مختلف القطاعات الأخرى، وتأمل أن يحقق المركز أهدافه كمشروع للتخفيف من معاناة الناس، والمصابين المحتاجين للرعاية الصحية بمدينة تعز، كما تدعو أطراف الصراع لاحترام القانون الدولي وتجنيب المنشآت الصحية والمدنية مخاطر الدمار.