الكلمات الافتتاحية
الجلسة الأولى
أين نحن الآن؟ ما يجب القيام به؟ أين نذهب من هنا؟
الجلسة الثانية
دولة اليمن الحالية
الجلسة الثالثة
إنهاء الحرب: كيف نحقق السلام الدائم والديمقراطية في اليمن؟
الجلسة الرابعة
العدالة الانتقالية وإعادة بناء اليمن: ما هي أفضل استراتيجية دولية ليمن ما بعد الصراع؟
البيان الختامي
مؤتمر واشنطن يدعو إلى توافق على قيادة يمنية جديدة ويطالب الحوثيين بالامتثال لمتطلبات السلام الشامل ويؤكد على وحدة البلاد ونظامها الجمهوري
أكد البيان الختامي لمؤتمر واشنطن لتحقيق السلام الدائم والديمقراطية في اليمن على التمسك بوحدة اليمن والنظام الجمهوري، وعدم التفريط في سيادته ووحدة أراضيه.
وشدد البيان على الحاجة الملحة إلى عقد مؤتمر وطني يمني يضم كافة الأطياف اليمنية لإنتاج قيادة يمنية جديدة تعبّر عن مصالح الشعب اليمني، بآليات تتفق مع روح الدستور اليمني، وبتوافق وطني شامل لقيادة المرحلة القادمة.
ودعا بيان المؤتمر مليشيا الحوثي إلى الامتثال لطموحات وآمال اليمنيين في السلام الشامل المُستدام، القائم على المرجعيات الأساسية.
وقال إن "سحب سلاح المليشيات، وجعل كل القوات في إطار وزارتي الدفاع والداخلية، هو خارطة الطريق الأمثل للخروج من هذا التشظي الذي يعيق الوصول للسلام".
ودعا إلى تنظيم مؤتمر دولي لإعادة إعمار اليمن، وإطلاق سراح جميع المختطفين، ورفع الحصار عن الجمهورية اليمنية بشقيه الداخلي بين المدن، الذي تفرضه مليشيا الحوثي، والخارجي، الذي تفرضها الإمارات والسعودية، وبما فيه رفع الحظر عن تصدير الغاز والمشتقات النفطية.
وشدد البيان على ضرورة خروج كافة القوات الأجنبية من اليمن، وتسليم الموانئ والجزر والقواعد العسكرية الأجنبية لليمنيين، معتبرا أن أي تسوية سياسية مقبلة في اليمن يجب أن تتأسس على ما تم التوافق عليه في مخرجات الحوار الوطني، كما طالب بأن تشمل العملية السياسية جميع اليمنيين دون استثناء.
وقال البيان إن "وجود مسار واضح للعدالة الانتقالية هو أحد سبل القضاء على مسببات إعادة إنتاج الحروب وعوامل التفكك".
وأوضح أن للسلام متطلبات اقتصادية ملحة تنتشل اليمنيين من وهدة الجوع والفقر وإعادة إعمار ما دمرته الحرب.
وأشار البيان إلى أن موافقة الحوثي على وقف الحرب والانخراط في مفاوضات جادة ستكون أقصر الطرق لإخراج اليمن من حالة الاقتتال والحرب إلى السلام، وقطع الطريق على محاولات تمزيق وتفتيت البلاد.
وكانت أعمال المؤتمر حول اليمن في العاصمة الأمريكية واشنطن قد انطلقت بمشاركة نخبة من السياسيين اليمنيين والباحثين والمسؤولين الغربيين.
وبحث المؤتمر، الذي نظمته مؤسسة توكل كرمان ومركز الدراسات العربية المعاصرة في جامعة جورج تاون ومنظمة الديمقراطية الآن للعالم العربي، أمس الاثنين 9 يناير 2023، حالة الحرب في اليمن وسبل إنهائها، وصولا إلى تحقيق السلام والعدالة.
وتضمن المؤتمر أربع جلسات نقاش لتقييم الوضع الحالي في اليمن، وسبل تحقيق السلام والديموقراطية، والعدالة الانتقالية، ودور المجتمع الدولي.
وقال المبعوث الأمريكي إلى اليمن، تيم ليندركينج، في كلمته الافتتاحية للمؤتمر : "إن واشنطن تعتقد أنعام ٢٠٢٣ سيقدم فرصة لإنهاء الصراع بشكل نهائي. وأنه سيكرس جهوده للوصول إلى حل للأزمة، مشيراً إلى أن الرئيس الأمريكي ملتزم بتحقيق هذا الهدف.
وأكد أن الحوار هو الطريق الوحيد لإيجاد حل في اليمن، وليس هناك أي حل عسكري للصراع في اليمن، مضيفا ان مطالبات الحوثيين هي من تسببت بتفاقم الصراع، خلال أكتوبر العام الماضي، وفي أوقات مختلفة كان هناك أطراف مختلفة تسببت في تفاقم الأزمة، وأن الهجمات الحوثية على الموانئ والمطارات والمرافق أدت إلى توقف الصادرات، ومنع اليمنيين من عدد من الموارد الضرورية لتقديم الخدمات.
وأكد على أن "الحكومة اليمنية لديها فريق للتفاوض، ولكن الحوثيين يرفضون الجلوس معه، ولكن يتوجب علينا تغيير هذه المقاربة، والعالم ينظر إلينا وينتظر العمل".
كما دعا إلى ضرورة تضافر المجتمع الدولي مع بقية دول المنطقة، لبذل جهود قوية لإعادة بناء اليمن، لتحقيق الرفاهية والديموقراطية، بمشارك كل اليمنيين بما فيهم النساء والمهمشون.
في المقابل، قالت الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان على إن "خطأ المقاربة الدولية للأزمة اليمنية واضح للعيان، وبإمكان أي متابع لجهود المجتمع الدولي والدول الكبرى والمبعوث الأمم، خلال سنوات الحرب، أن يخرج باستنتاج بسيط مفاده بأن جوهر هذه التوجهات يصّب في اتجاه ترك اليمن كليا لمليشيات الحوثي من جهة، وللتحالف السعودي - الإماراتي من جهة أخرى"
وأكدت كرمان على أنه "من المهم أن يفضي أي اتفاق سلام إلى عدم المس بوحدة الدولة اليمنية، أو التنازل عن سيادتها".
وشددت على أنه "ينبغي أن يؤدي أي اتفاق سلام إلى كف يد أمراء الحرب والدويلات، ونزع سلاح المليشيا، وإنهاء الانقسامات وتعدد سلطات الأمر الواقع، ورفع الحصار الداخلي على المدن والخارجي على اليمن، وإنهاء كافة أشكال التدخل والوصاية السعودي - والإماراتي".
وقال نائب رئيس مجلس النواب، عبد العزيز جباري: "الحوثيون يديرون الحرب على أساس أنهم يمتلكون اصطفاء وحقاً إلهيا بحكم اليمن وفق مرجعية الولي الفقيه"، مشيرا إلى أن السعودية والإمارات تعملان على تمزيق اليمن إلى كنتونات، وتشكيل تشكيلات مليشاوية تتبع هذه الدول.
وأضاف أن الوصول إلى السلام يجب إلزام الحوثيين وبقية المليشيات الأخرى بالتحول إلى أحزاب سياسية تحت سقف الجمهورية اليمنية، والتخلي عن السلاح لصالح الدولة، والامتثال للإرادة الشعبية.
ودعا إلى عقد حوار وطني تشترك فيه جميع الأحزاب والقوى السياسية، يتم فيه تقرير مصير اليمن، بعيدا عن التدخلات الخارجية، يرتكز هذا الحوار على مخرجات الحوار الوطني المتوافق عليها.
وأشار وزير النقل السابق، صالح الجبواني، إلى أن الحرب بين الحوثي والسعودية والإمارات قد انتهت، وأن مهمة التحالف السعودي - الإماراتي هي تقاسم مناطق النفوذ في جنوب اليمن، وإعادة تشكيل البلاد بما يخدم أهدافهما في تقسيم اليمن وتقاسمها.
ودعا إلى اعادة صياغة الشرعية اليمنية بعقد مؤتمر وطني يمني يختار قيادة وطنية من كل ألوان الطيف السياسي التي تمثل اليمن ومصالحه.
فيما أوضح السفير خالد اليماني -وزير الخارجية الأسبق- أن الحوثي الذي يدعي الدفاع عن السيادة وهو من اغتصبها، ولا مشروعية دستورية له، يحقق مكاسب متزايدة، نظرا لضعف خصومه السياسيين. وهو يعتقد اليوم أنه بصدد تحقيق اختراق هام باتجاه الاعتراف به من قبل التحالف في ضوء الحوار الجاري عبر الوساطة العمانية، مؤكدا أن المجلس الرئاسي لم ينجز ما يبرر الدخول في مرحلة ما بعد الرئيس هادي، فلا إصلاحات مؤسسية، ولا استقرار لمؤسسات الدولة داخل الأراضي اليمنية، ولا حكومة قادرة على تقديم معالجات إنسانية وعمل حلول للتعافي الاقتصادي.
وتطرق محافظ سقطرى السابق، رمزي محروس، (عبر تقنية الزوم من العاصمة العمانية مسقط)، إلى ما تتعرض له بيئة الجزيرة المميزة والثرية بالتنوع الحيوي وكذلك ثقافتها، بسبب التجريف والاعتداء والتحريف والنقل والتدمير، نتيجة تصدير الأزمات إلى الجزيرة والمشاكل من خارج الأرخبيل واليمن.
وأكد على أن اليمنيين يتطلعون إلى سلام دائم يحفظ لليمن سيادته ووحدته وسلامة أراضيه، ولن يكن ذلك إلا من خلال بسط نفود الدولة وتحقيق الشراكة والمواطنة المتساوية وتنفيذ العدالة الانتقالية.
وقال وزير الثقافة السابق عبد الله عوبل، في مشاركته عبر تقنية الزوم من محافظة عدن:
"إن الحوثي لا يرغب في إنهاء هذه الحرب إلا منتصرا، وتصلح له مقولة؛ إما كل شيء أو لاشيء .ولذلك نأمل بوحدة كل قوى الشرعية لتكون ندا يستطيع الحوثي أن يعمل لها حسابا"، مشيرا إلى أن الحرب رسمت خارطة ليمن مفتت، وفقا لرغبات سلطات الأمر الواقع التي تكونت في سياق الحرب بمساعدة التحالف، تمويلا وتسليحا وتدريبا، تحت شعار محاربة الحوثي، وبدا الأمر وكأن البلد يتقاسمها أمراء الحرب، الذين صار لكل طرف منهم أجندة خاصة ومشاريع متناقضة ومتحاربة في الغالب.
وأكد على "أهمية التحقيق في انتهاكات النظام السابق مضافا إليها الانتهاكات التي ترتكب في هذه الحرب من قبل جميع الأطراف، وعلى ضرورة صياغة قانون العدالة الانتقالية وقانون استعادة الأموال المنهوبة لكي تنتفي كل أسباب الصراع والمظالم".
وشدد الدكتور حمود العودي، أستاذ علم الاجتماع في جامعتي صنعاء وعدن، في مشاركته عبر تقنية الزوم من صنعاء، على ضرورة رفض كل أشكال التدخل والعدوان الخارجي ومقاومته، والعمل على إقناع كل المتدخلين والمعتدين المعنيين في المحيط الإقليمي العربي والإسلامي (السعودية، إيران، الإمارات) بأن مكاسب ومنافع السلام المشتركة مع اليمن واليمنيين واحترام سيادتهم الوطنية على أرضهم هي أجدى ألف مرة من خسائر الحرب، وأوهام السيطرة بالقوة والتآمر.
وأكد على اهمية استئناف الحوار اليمني - اليمني والعملية السياسية من حيث توقفت في العام 2014، وبتعاون ودعم المجتمع الإقليمي والدولي والأممي، كمعين لا كبديل أو وصي على إرادة اليمن واليمنيين.
ولفتت رئيسية مركز الدراسات العربية في جامعة جورج تاون، فيدا أديلي، إلى أن اليمن تمر بعد 8 سنوات من الحرب بعملية تدمير كبيرة، وهناك الكثير من انتهاكات حقوق الإنسان واستهداف متعمد للمدنيين، وأن الحصار المفروض من قبل التحالف العربي بقيادة السعودية إدى إلى أن 19 مليون يمني يعانون من انعدام الأمن الغذائي.
وأضافت "يجب علينا أن نقر بأن الولايات المتحدة الأمريكية هي جزء من هذه الأزمة، وهي تتحمل مسؤولية كبيرة في إنهاء هذه الحرب".
وذكرت المديرة التنفيذية لمنظمة "داون"، سارة ليي وايتسون، بأنها "مسؤولية كبيرة أننا ناقش السلام والديمقراطية في اليمن عام 2023، وأن مؤتمر واشنطن يمثل فرصة فريدة تتيح لقاء خبراء يمنيين ودوليين من خلفيات متنوعة وخبرات متخصصة أن يطرحوا رؤيتهم في كيف تحقيق السلام والديمقراطية في اليمن"، مشددة على "أن هناك أصوات يمنية يجب أن تُسمع".
وأكدت على أن هذه الحرب العبثية الممتدة منذ 8 سنوات في اليمن يجب أن تتوقف.
وقد قدمت في المؤتمر 22 ورقة عمل حول سبل الوصول إلى السلام المستدام في اليمن، مقسمة على أربع حلقات نقاشية.
كلمة توكل كرمان
أحييكم جميعا، الأصدقاء والصديقات المشاركون في مؤتمر واشنطن "نحو سلام مستدام وديمقراطية في اليمن" مرحبا بكم كلاً بإسمه وصفته.
وأود ان أشكر جامعة جورجتاون، ومنظمة دون على شراكتهم معنا في تنظيم هذا المؤتمر الهام.
نلتقي اليوم هنا لنرفع أصواتنا من أجل السلام والديمقراطية في اليمن والتعبير عن معاناة شعبنا الذييدخل عامه التاسع من الانقلاب والحرب المدمرة التي تُشن ضده من الداخل ومن الخارج.
نلتقي اليوم لنرفع أصواتنا بنداء إلى العالم لإنقاذ اليمنيين الذين يعيشون بلا دولة منذ ثمان سنوات،ويعانون من تهديد يومي لحياتهم في اوضاع بالغة السوء، إذ حصدت الحرب عشرات الالاف من القتلى وقذفت بحياة الملايين الى العراء ودفعت اليمن الى المجاعة، مجسدةً أسوأ أزمة إنسانية في عالم اليوم.
شعب كامل يعاني من الإنقلاب والحرب معا، يعيش اذلالا يوميا من ميليشيات الحوثي المدعومة ايرانيا التي انقلبت على الدولة وارتكبت جرائم ضد الإنسانية، ويعيش إرهابا يوميا من الحرب والوصاية والاحتلال السعودي الاماراتي الذي أعلن الحرب على اليمن بحجة كاذبة هي إعادة الشرعيه، لكنه أحدثدمارا هائلا، وأضاف ميليشيات فوق الميليشيات، وذهب بعيدا في تفتيت البلاد وتمزيقها. تلك هي الاجندة الحقيقية لحرب التحالف السعودي الاماراتي في اليمن.
يؤسفني القول، إن استمرار المقاربات السائدة للملف اليمني من قبل الأمم المتحدة والدول الكبرى يجعلمن السلام بعيد المنال. إن خطأ المقاربة الدولية للأزمة اليمنية واضحا للعيان، بإمكان اي متابع لجهودالمجتمع الدولي والدول الكبرى والمبعوث الأممي خلال سنوات الحرب أن يخرج باستنتاج بسيط مفاده انجوهر هذه التوجهات يصّب في اتجاه ترك اليمن كليا لميليشيات الحوثي من جهة، وللتحالف السعودي الإماراتي من جهة أخرى.
والنتيجة أن الدول الكبرى أمريكا وبريطانيا على وجه الخصوص قد أيدت ضمنيا أو بشكل معلنإستمرار السعودية والإمارات في الحرب على اليمن وتدميرها واستباحة ارضها وتفتيتيها على ذلكالشكل المروع، وإستمرار الإنقلاب الحوثي المدعوم من إيران في نفس الوقت، وهو تأييد غير مقبول وغيرمفهوم لبقاء الشعب اليمني تحت رحى الحرب والإنقلاب والوصاية والموت والحصار والدمار وانهيارالخدمات وانقطاع المرتبات وانتشار المجاعة والقمع والإذلال الذي ترزح تحت وطأته المدن اليمنية وسكانهاالمحكومين بالميليشيات من صنعاء إلى عدن ومعظم المدن والتجمعات السكانية في المدن والأرياف.
يجب أن تتوقف الحرب في اليمن، ينبغي وضع حد لهذا العبث ولهذه المأساة، لهذا الانقلاب الدموي وهذهالحرب الكارثية، ولمجرمي الحرب. لكن كيف لهذه الحرب ان تنتهي؟ وكيف سنبنى سلاما مستداماوديمقراطية في اليمن .
من المهم تحديد مفهوم نهاية الحرب، وما هي الأوضاع التي نقول عندها أن الحرب انتهت في اليمن، وأنعلينا أن نبدأ بتحديات اليوم التالي.
تحديد مفهوم نهاية الحرب بالغ الأهمية حتى لا يفاجأنا من عبثوا باليمن واستباحوها خلال سنوات الحربالثمان باتفاقات ترتدي رداء السلام تعد من قبل القوى الخارجية المتصارعة في اليمن وأدواتها فيالداخل، لتستكمل من خلالها تحقيق أهدافها من الحرب، وتضفي المشروعية على تقسيم اليمن ووضع الدويلات الميليشياوية كواقع نهائي!!
الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران وهي من بدأت الحرب وانقلبت على الدولة، لا تنتهي الحرب لديها إلابفرض سيطرتها بقوة السلاح، وفرض هيمنتها الشاملة على موارد البلاد وثرواته ومؤسساته التعليميةوالقضائية. وإخضاع المجتمع لفكرها الاستعلائي الطائفي، وهي حركة لا تظهر أي مرونة للقبول بتسوية ىسياسية تكون فيها مكونا ضمن مكونات وجماعة سياسية تقر بالدولة مرجعية لكل قوى المجتمع.
السعودية تنتهي الحرب بالنسبة لها إذا عكست إدارتها للحرب اليمنية في اتفاقيات جزئية تبارك احتلالها ووصايتها على يمن تسوده اللادولة، ناهيك عن مصالحها في نهب ثروات اليمن والسيطرة على موقعاليمن الجيواستراتيجي بالغ الاهمية، ولا تهتم إذا بقي اليمن مقسما وتعمه الفوضى وفي حالة تمزق واحترابات داخلية صغيرة.
الإمارات تنتهي الحرب بالنسبة لها إذا نجحت مساعيها لتثبيت الميليشيات التابعة لها التي تضمنمصالحها الاقتصادية والتي شكلتها في مناطق نفوذ متفرقة كمكونات ضمن اتفاقيات جزئية.
كل النهايات التي استعرضناها لا تنهي الحرب، ولكنها تمدها بمزيد من الوقود وتطيل مأساتها.
الحكمة التي ينبغي أن نعيها، أن الحرب لا تنتهي بصفقات بين أمراء ميليشيات الحرب الداخليين ودولالاحتلال والوصاية الخارجية أو التي لا يهمها خروج اليمن من الحرب دولة واحدة مستقلة وموحدة وتتوفرلها مقومات الأمن والإستقرار.
أي نهاية للحرب إذا تمزقت اليمن إلى دويلات تديرها الميليشيات التابعة لإيران والسعودية والإمارات؟
أي نهاية للحرب إذا ذهبنا الى اتفاقيات تضفي المشروعية على الفوضى وتقر بقبولنا باللادولة ونهاية الجمهورية والوحدة ومخرجات الحوار الوطني ومسودة الدستور ومشروع الدولة الاتحادية والأقاليم ؟
هذه الأسئلة ليست ترفاً ولا تمسكاً بحرب نحن أول من رفضها وحذر منها.
بقاء الوصاية على اليمن هو إعلان حرب مستدام.
بقاء الميليشيات دويلات داخل الدولة هو حرب، لا يمكن لعاقل انكار ذلك. المليشيات في نهاية المطاف تعيش لتسرق وتقتل.
نعتقد ومعنا الكثير من الحجج، أن الحرب في اليمن ستنتهي باستعادة القرار اليمني المختطف في الرياض وابوظبي، وإيران.
ستنتهي الحرب بسلامة اليمن لا بتمزيقها، بعودة دولة الجمهورية اليمنية صاحبة السلطة الكاملة والشاملة على كل الأرض اليمنية من صعدة إلى المهرة ومن صنعاء إلى سيئون ومن سقطرى إلى عدن وباب المندب وكل شبر على الأرض اليمنية.
وبناء عليه .. من المهم أن يفضي أي اتفاق سلام إلى عدم المس بوحدة الدولة اليمنية، أو التنازل عنسيادتها، وكذلك ينبغي أن يؤدي أي اتفاق سلام، لكف يد أمراء الحرب والدويلات، ونزع سلاح الميليشيات، وإنهاء الإنقسامات وتعدد سلطات الأمر الواقع، ووقف العنف اليومي الممارس بحق السكان، ونزع الألغام، واطلاق المعتقلين، ورفع الحصار الداخلي والخارجي، وإنهاء كافة اشكال التدخل والوصاية السعودي والاماراتي. قد يكون من الضروري التوصل لانجاز تفاهم سياسي يسهم في بناء حكومة يمنية شاملة يشارك فيها جميع اليمنيين، يكون على عاتقها سحب سلاح الميليشيات، والمضي قدما فيالاستفتاء على مسودة الدستور، واجراء الانتخابات المختلفة بناء عليه، و إلى عدالة انتقاليه تنصفالضحايا وتكفل عدم التكرار.
إن ما ينبغي التأكيد عليه بشكل صارم، هو ضرورة احترام اليمن كدولة مستقله واحدة وموحدة وصاحبة سيادة، وتعويضها عن كل مالحق بها من اضرار وإعادة اعمارها.
هذا هو الطريق الوحيد المؤدي إلى السلام المستدام والديمقراطية في اليمن، ماعدا ذلك ماهوا إلا إطالةفي أمد الحرب ومضاعفة معاناة الناس منها.
أخيرا .. ندرك كم هي معاناتنا كبيرة، وندرك أن من أهم الاسباب لاستمرارها، عدم وجود سلطة وطنيةتعتبر مصالح اليمنيين شغلها الشاغل، ندرك أن هناك تخلي من البعض، وطمع لدى البعض الأخر، لكناليمن عوّدنا على صنع المفاجأت الكبرى، نحن واثقون من شعبنا، كل ما نطلبه هو مساعدتنا على تخطيهذه الظروف الصعبة، وبارادة شعبنا وايماننا باليمن سوف نطوي صفحة الحرب، ونبدأ تاريخ جديد،يرونه بعيدا ونراه قريبا.
أكاد أسمع ذلك النداء من كل مكان في اليمن: الشعب اليمني لا يتحطم، واليمن عصية على البلع .....
شكرا جزيلا ....
اسمحوا لي هنا أن اقدم المبعوث الأمريكي الى اليمن .... ، نريد ان نسمع رؤيتك حول كيف لهذه الحربان تنتهي ، وسبل إقامة سلام مستدام وديمقراطية في اليمن ، مرحبا سيد تيم، تفضل للمنصه .
---
السلام في اليمن : الواقع والممكن
عبد العزيز جباري
تمهيد لابد منه :
أولا ، لمحة عن النظام السياسي في اليمن
قبل الوحدة اليمنية بين شطري اليمن في عام ١٩٩٠، كان الشطران يحكمان بنظام الحزب الواحد، حيثكان حزب المؤتمر الشعبي العام ذو التوجهات شبه الليبرالية والمكون معظمه من ألوان الطيف السياسيالسائد في تلك الفترة وخاصة الإخوان المسلمون والبعثيون والناصريون ، يتولى الحكم في الشطر الشمالي ، وكان الحزب الاشتراكي ذو التوجهات الاشتراكية الماركسية يتولى الحكم في الشطر الجنوبي من اليمن . بعد تحقيق الوحدة في عام ١٩٩٠، تم إقرار مبدأ التعددية الحزبية وحرية الإعلام والتعبيرلتظهر أول ديمقراطية ناشئة في المنطقة كلها . تولى المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي الحكموتوزعا المناصب الحكومية مناصفة بينهما . في عام ١٩٩٣، تم تنظيم إنتخابات برلمانية فاز من خلالهاحزب المؤتمر الشعبي العام بأغلبية مقاعد البرلمان وجاء حزب الإصلاح بالمرتبة الثانية والحزب الاشتراكيبالمرتبة الثالثة ، أما بقية الأحزاب(البعث والناصري) ، فقد حقق كل منهما مقعدين وفاز حزب الحقالتابع للحوثيين بمقعد واحد .
ونظرا لعدم القبول بنتائج الانتخابات والرغبة بالسيطرة والتفرد بالحكم لمن كان يحكم ما قبل الوحدة بدأت الخلافات بين حكام الشطرين سابقاً تطورت إلى حرب كانت نتائجها كارثيه على اليمن واليمنيين انتهت بخسارة الحزب الاشتراكي وسيطر نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح وحلفاؤه على المشهد كاملاً، وشكلا المؤتمر والإصلاح حكومة ائتلافية، سرعان ما انفضت في العام ١٩٩٧، بعد الانتخاباتالبرلمانية ليشكل بعد ذلك المؤتمر الحكومة بمفرده . وتشكل المعارضة تحالف حزبي واسع ضم أغلبالأحزاب بما فيهم حزب الإصلاح حليف صالح سابقاُ (اللقاء المشترك) وحكم حزب المؤتمر منفردا حتىأحداث الربيع العربي ٢٠١١ . حتى هذه الفترة كان هناك أكثر من ٢٠ حزبا مصرحا وأكثر من ٤٠صحيفة يومية وأسبوعية وشهرية مستقلة ، وكانت تتمتع بقدر لابأس به من الحرية .
الا ان الخلافات السياسية كانت كبيرة وعميقة بين السلطة والمعارضة أدت الى تأجيل الانتخابات النيابيةالمستحقة عام ٢٠٠٩ عاشت البلاد خلالها في حالة انسداد سياسي الى عام ٢٠١١ عام أحداثماسمي بالربيع العربي اندلعت الاحتجاجات في أغلب المحافظات اليمنية ضد نظام صالح تخلل هذهالاحتجاجات بعض مظاهر العنف والتي ذهب ضحيتها المئات من الأبرياء.
توصلت بعدها السلطة والمعارضة إلى اتفاق سياسي تم بموجبه تنحي الرئيس صالح لصالح نائبه وتشكيل حكومة شراكةبرئاسة المعارضة توزعت الحقائب الوزارية بين حزب المؤتمر وأحزاب اللقاءالمشترك بموجب تفاهم مشترك أسموها فيما بعد المبادرة الخليجية ووفقًا لهذا الاتفاق تم الاستفتاءالشعبي على تولي نائب الرئيس منصب رئاسة الدولة، بعد تولي هادي الرئاسة شهدت اليمن العديد منالتحولات في مختلف المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية ، وبالرغم من التأثيرات التيكادت تصل باليمن إلى الانهيار الكامل للدولة والانزلاق في أعمال العنف وإشعال الحرب الأهلية ، وبالرغممن ذلك تجاوزت اليمن تلك الأخطار واتجهت نحو الحوار كوسيلة وحيدة لمعالجة مختلف قضايا اليمنيين عبر مؤتمر الحوار الوطني الشامل برعاية الأمم المتحدة ، استمر هذا الحوار لمدة سنة نتج عنه الأتفاقعلى اغلب القضايا الخلافيه سمي هذا الاتفاق بمخرجات الحوار الوطني الشامل ، لكن جماعة الحوثي عملت على تأزيم الوضع السياسي بإعاقة تنفيذ ما تم التوافق عليه والعمل على فرض مشروعها الخاص بقوة السلاح فاستولت على العاصمة صنعاء وعلى مؤسسات الدولة وصولا إلى فرض الإقامة الجبرية على الرئيس هادي والحكومة والبرلمان وإلغاء الدستور واستبداله بإعلان دستوري .
ألغى الحوثيون العمل السياسي وحضروا الأحزاب وجمدوا كافة البرامج والمشاريع الاقتصادية والتنمويةوشنوا حربا شاملة على اليمن .
التدخل السعودي
عندما شعرت الجارة السعودية بالخطر الشديد من استيلاء الحوثي الموالي لإيران على اليمن وإمكانيةتمدد هذا المشروع إلى السعودية ودول المنطقة
أعلنت عن قيام تحالف عسكري شمل عدد من الدول العربية وغير العربية أبرزها السعودية والإماراتالهدف المعلن لهذا التحالف كما قالوا عودة الشرعية وإسقاط انقلاب الحوثي وقطع يد إيران في المنطقة إلا انه خلال ثمان سنوات من الحرب لم يسقط مشروع الحوثي
ولم تقطع يد إيران بل تم تدمير مقدرات اليمن وتمزيق اليمن إلى كنتونات وتشكيل تشكيلات عسكرية تمولوتنفذ توجيهات هذه الدول ولا تتبع الجيش اليمني بل تم ازاحة القيادات الوطنية التي تعمل لمصلحة بلادها اليمن وفرض شخصيات تنفذ مايطلب منها إلى أن تم الوصول بازاحة رئيس الدولة بطريقة غيردستورية نتج عن هذه التصرفات تدمير سمعة وثقة قيادات مؤسسات الدولة لدى الشعب اليمني الذييرى أن هذه القيادات المعينة من قبل دول التحالف لاتمثله أو تدافع عن مصالحة .
دور الأمم المتحدة :
قامت الأمم المتحدة خلال الثمان السنوات من عمر الأزمة اليمنية بعدة محاولات لتقريب وجهات النظربين الحوثيين وبقية القوى السياسية اليمنية وترتيب عدة جولات من المحادثات المباشرة لكن كل هذه المحاولات بأت بالفشل بسبب تعنت الحوثيين وعدم رغبتهم بالوصول إلى سلام في اليمن .
واقتصر دور الأمم المتحدة عبر مبعوثها على دور الميسر فقط ، عبر رحلة طويلة من المفاوضات ابتداء منمؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي خرج بوثيقة تحدد شكل الحكم وتداول السلطة في اليمن مروراباتفاق السلم والشراكة الذي نص على تشكيل حكومة وحدة وطنية وخروج المسلحين الحوثيين من العاصمة صنعاء ، ثم مفاوضات جنيف ١ وجنيف ٢ نزولا عند مفاوضات الكويت التي استمرت لمدة ٣أشهر تداول فيها المتحاورين افكار جوهرية لأول مرة ، تنص على تشكيل مجلس رئاسي من جميعالأطراف وتشكيل حكومة جديدة تشرف على نزع السلاح والترتيبات الأمنية من خلال لجنة عسكرية وأمنية يتم اختيارها من الضباط العسكريين المحترفين والمحايدين وتأمين العاصمة صنعاء .
دور المجتمع الدولي
كان المجتمع الدولي واضحاً برفضه وادانته انقلاب مليشيات الحوثي ودعمه لمؤسسات الدوله اليمنية ، إلاأنه ظل يرقب الوضع من بعيد دون أن يتدخل بشكل مباشر في تنفيذ القرارات الدولية .
الدور الأمريكي السعودي في الحرب
تعاملت الولايات المتحدة الأمريكية مع الحرب في اليمن من خلال المملكة السعودية ولذلك تركت يدهامطلوقة في خوض الحرب مع الحوثيين دون تحديد سقف زمني لهذه الحرب كما أن القرار الأمريكي كانمشتتا بين الخارجية الأمريكية والبنتاجون فاستمرت الحرب نتيجة لذلك لأسباب عدة من بينها:
الأول ، يتمثل بأن أعداء السعودية داخل الإدارة الأمريكية وخارجها وقفوا إلى جانب الحوثيين من منطلقعدائهم للمملكة العربية السعودية . أما الثاني ، فتمثل بحشد الحوثيين لقطاع واسع من اليمنيين تحتذريعة مواجهة العدوان . والسبب الثالث ، فتمثل بتعاطي الولايات المتحدة الأمريكية مع اليمن عبر المملكة العربية السعودية ولم تتعامل مع اليمن بشكل مباشر، مما جعل قرار الحرب في اليمن بيد السعودية إلىحد كبير ، إضافة إلى ما سبق ، فإن الإدارة الأمريكية ضخمت من الإرهاب الفردي في اليمن وتركتالإرهاب الجماعي المتمثل بجماعة الحوثي التي ترفع شعار " الموت لأمريكا الموت لإسرائيل " ، بل إنأمريكا اعتبرت جماعة الحوثي شريكة لها في مواجهة الإرهاب الفردي .
وتأسيسا على ما سبق فإن الخطوط الفاصلة بين السلام والحرب لم تعد واضحة في اليمن ، بسببتعاطي المجتمع الدولي وكذلك الأمم المتحدة مع الأزمة في اليمن واعتبارها أزمة سلطة وتحويلها إلى أزمةإنسانية ، لذلك فإن بناء سلام دائم في اليمن التي مزقتها الحرب يعد من بين أكثر التحديات صعوبة ،فالحوثيون يديرون الحرب على أساس أنهم يمتلكون وصية من الله بحكم اليمن وفق مرجعية الولي الفقيه ،وقوى أخرى تدير الحرب وفق مرجعية تمزيق اليمن بدعم من قوى إقليمية ودولية ، وللوصول إلى السلام ،يجب إلزام الحوثيين وبقية المليشيات الأخرى التحول إلى أحزاب سياسية والتخلي عن فكرة الاصطفاء الإلهي والقبول بالمواطنة المتساوية تحت سقف الجمهورية اليمنية والتخلي عن السلاح لصالح الدولةوالامتثال للإرادة الشعبية، وبالمثل مطلوب من المليشيات الأخرى التخلي عن الخطاب المناطقي المملوءبالكراهية وإسقاط مشروع تمزيق اليمن وإتاحة إمكانية استعادة الدولة لمؤسساتها والاحتكام لإرادة الناس وليس لقوة السلاح والاستقواء بالخارج .
بدون أن تسعى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى وضع تلك المطالب كشرط أساسي من شروط التسوية السياسية ، فإن عوامل الحرب ستظل قائمة ، فالسلام في اليمن لم يعد يعني توقف الحرب والعنف فقط ،بل يعني نزع فتيل الحرب وتوفير بنية تحتية وآليات فعالة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والثقافيوالسياسي لضمان استمرار السلام ، فالسلام يتضمن العمل من أجل العدالة ، فلا سلام في ظلم صادرة إرادة الشعب تحت مسمى ولي الفقيه ، ولا تحت ذرائع مناطقية وهويات جزئية .
إن إنقاذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب في اليمن، هي من بين أولويات ميثاق الأمم المتحدة الذي كانالدافع الرئيسي لإنشاء الأمم المتحدة لاستعادة السلام وإنهاء النزاع المسلح وتعزيز السلام الدائم ،والأمم المتحدة مطالبة بوضع مشروع متكامل وعلى أسس سليمة تضمن الانتقال من مرحلة الحرب إلىمرحلة السلام ونزع مخاطر الانزلاق في العودة مجددا إلى الصراع ، وهي مطالبة بتعزيز القدرات الوطنيةلإدارة الصراع وإرساء أسس السلام والتنمية المستدامة ، وللوصول إلى ذلك يجب الآتي :
١. بدلا من الحديث عن الهدنة ، يجب الحديث عن وقف إطلاق النار الكلي .
٢. الدعوة إلى عقد حوار وطني تشترك فيه جميع الأحزاب والقوى السياسية يتم فيه تقرير مصير اليمنبعيدا عن التدخلات الخارجية ، يرتكز هذا الحوار على مخرجات الحوار الوطني المتوافق عليها ويشكلمجلس رئاسي لايزيد عن خمسة أعضاء وتشكل حكومة وحدة وطنية مهمتها تنفيذ البرنامج المتفق عليه فيهذا الحوار وإزالة آثار الحرب ودعم السلام في اليمن وإقامة علاقات طبيعية مع دول المنطقة والمجتمعالدولي وفق المصالح الدولية ، على أن تحدد الفترة الانتقالية بفتره لاتزيد عن ثلاث سنوات ، تنتهي بانتخابات رئاسية وبرلمانية .
٣. الدعوة إلى عقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار اليمن وفق خطة زمنية محددة تتضمن مجموعة منالإصلاحات الحكومية والاستثمارات في القطاع الخاص وحشد الدعم الدولي للمساعدة في إعادة بناءالمجتمع المحلي وخلق فرص العمل وتحديث الاقتصاد .
٣. تشكيل قوة أمنية مهمتها حماية مؤسسات الدولة في عواصم المدن ، فبدون إرساء دعائم الأمن فإنإعادة الإعمار ستشكل فصلا جديدا من فصول التنافس بين الأطراف الفاعلة المحلية والإقليمية والدولية .
٤. من أجل إنهاء الحرب ، لابد من إرساء آليات محددة لإعادة توزيع التكاليف والأرباح بين المجموعاتالسياسية في رحلة ما بعد الحرب وعدم إرساء مثل هذه الآليات سيحافظ على حالة من التفاعل غيرالسلمي مثل الاغتيالات والإرهاب وحروب العصابات .
٥. غياب الترتيبات الأمنية والسياسية بعد الحرب ستحول مسار إعادة الإعمار والتعافي إلى امتدادللتنافس الإقليمي والدولي .
٦. ستتدفق أموال الإعمار من دول مجلس التعاون الخليجي المنخرطة في حرب اليمن ، وإذا كتب للحربأن تنتهي بدون تخلي الحوثيين عن المرجعية الإلهية في الحكم وتخلي المليشيات الأخرى عن الانفصال،فغالب الظن سيصاحب إعادة الإعمار حالة من التشرذم الموجودة في البلاد وسيتدفق التمويل الخارجيإلى مناطق نفوذ المليشيات المختلفة ، مما يجعل الصراع قائما والاستقطاب الإقليمي مستمرا .
٧. استمرار تعاطي الأمم المتحدة مع السلام في اليمن وإنهاء الحرب بتلك الطريقة ، سيجعل اليمن مجردمجموعة دويلات صغيرة ترعاها قوى إقليمية ودولية متنافسة وفي ظل غياب أي عملية سياسية سليمة ،ستكون إعادة الإعمار منفصلة عن أي محاولة لإعادة بناء الدولة .
التوصيات المطلوبة :
١. على الأمم المتحدة والمجتمع الدولي أن يدركوا أن الصراع مع الحوثي ليس صراعا سياسيا علىالسلطة ، وإنما صراعا وجوديا بدوافع عنصرية تمارس من قبل هذه الجماعة ، وأن القبول بالآثار التيترتبت على استيلاء الحوثي على السلطة في ٢٠١٤، لا تصنع سلاما ، بل تشكل عراقيل ممتدة ومستمرة في وجه السلام .
٢. عدم مواجهة الأمم المتحدة لمشروع التمزيق والتشرذم الذي تغذيه دول إقليمية ، يجعل السلام غيرممكن ، لأنه يقف ضد إرادة اليمنيين وضد القرارات والشرعية الدولية .
ويخلق صراع وحروب جديدة لا تنتهي.
٣. لا يمكن الوصول إلى سلام في اليمن ، في ظل التراخي الدولي وفي ظل غياب الإشراف على تنفيذ وقف إطلاق النار ، وبدء مفاوضات بين جميع الجهات الفاعلة المحلية والإقليمية والدولية ذات الصلةلتحقيق الإصلاح السياسي .
وللوصول إلى عملية السلام ، فمطلوب من المجتمع الدولي والإدارة الأمريكية أن تفي بإلتزاماتها
تجاة الشعب اليمني ، وعليها ألا تتوقف جهودها عند الحديث عن الهدنة ، بل يمتد إلى الحديث عن وقف الحرب وإلزام جميع الأطراف بالرضوخ إلى السلام والاحتكام إلى الإرادة الشعبية عبر صناديق الاقتراع، فذلك هو أقرب الطرق وأسهلها لدعم الديمقراطية في اليمن .
إن الحرب في اليمن تلقي بظلالها على رؤية الشعب اليمني والشعوب العربية لممارسات الأمم المتحدةومجلس الأمن ، اللذان لم يتحركا بالشكل المطلوب لإنقاذ الشعب اليمني من تدخل التحالف العربي الذيشكلت مصالحه وأهدافه خطأ لا يمكن تجاوزه ، مالم يتم إنهاء الحرب وإنجاز السلام واستعادة الدولةاليمنية .
هناك فرصة نادرة في الأفق لإنهاء الحرب الدائرة في اليمن ، وإذا ضيعت هذه الفرصة فإن الحربستستمر لعقد آخر . فالهدنة الحالية أعطت خمودا غير مسبوق في النزاع وهذا الهدوء النسبي ينبغي أنيتحول إلى وقف إطلاق نار وسلام دائم .
عبدالعزيز جباري
واشنطن جامعة جورج تاون
.......
مؤتمر جورج تاون واشنطن
صالح الجبواني
في البداية أوجه كل الشكر والتقدير العميقين لمركز الدراسات العربية المعاصرة في جامعة جورج تاون ومؤسسةتوكل كرمان ومنظمة الديمقراطية في العالم العربي الآن (DAWN) على الدعوة لعقد هذا المؤتمر لتسليط الضوءعلى مجريات الحرب في اليمن وإمكانية الوصول لسلام وديمقراطية مستدامين في اليمن.
في البداية من الضروري كما أرى أعادة تعريف الصراع وأطرافه بشكل مختلف عن التصنيف أو التعريف النمطيالذي تم التعاطي به في السابق وأنتج آليات لم تستطع الوصول للسلام المأمول في اليمن رغم الجهود الحثيثةللمجتمع الدولي.
عُرفت الحرب في اليمن كحرب بين الحكومة الشرعية والحوثيين فقط وهذا يصح في السنة الأولى للحرب أما باقيسنوات الحرب الست الأخرى فقد تعددت أطراف الصراع واختلفت الأهداف عن الهدف الوحيد الُمعلن في بداية الحرب وهو (إسقاط الانقلاب الحوثي واستعادة الدولة اليمنية) وعلى هذا الأساس ستتمحور مداخلتي على النقاط التالية:
أولآ- أسباب الحرب
ثانيآ- أطراف الصراع
ثالثآ- المرحلة الإنتقالية نحو السلام
رابعآ- السلام المُستدام
خامسا- بناء الدولة الإتحادية والإنتقال السلمي للسلطة.
أولآ: أسباب الحرب
---------------
للحرب سببين رئيسيين هما:
1- الأول تمثل بالإنتقال الديمقراطي الذي مثله أنتخاب الرئيس عبدربه منصور هادي وإنهيار مشروع التوريث الذي رعاه الرئيس الراحل علي عبدالله صالح في سنواته الأخيره بإعداد أبنه لوراثته وتسليم أولاده وأولاد أخيه قيادة أفرع مهمة في القوات المسلحة والأمن، أما الأمر الآخر في هذا السياق كما يرى عبدالملك الحوثي هو وصولالرئيس هادي للسلطة وهو من خارج الدائرة الطائفية التي خرج منها حكام اليمن قبل ثورة سبتمبر وبعدها. هذا الإنتقال الديمقراطي دفع الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي كان لازال يهيمن على الجيش والحرسالجمهوري والأمن المركزي إلى التحالف مع عبدالملك الحوثي مما سهل دخول الحوثي إلى صنعاء ولم يكن صالحلوحده بل أطراف أخرى في السلطة وخارجها وهذا الأمر يحتاج بحث وتقصي ليس هذا مكانه.
2- الإجهاز على مشروع الدولة الإتحادية ومخرجات الحوار الوطني:
كان الرئيس الراحل صالح وبعض الأحزاب السياسية قد وقعوا على وثيقة الحوار الوطني ليدراءوا عن أنفسهم مسئولية إفشال مؤتمر الحوار الوطني الذي أنعقد طوال العام 2013 لكنه ذهب للتحالف مع الحوثي للإجهاز علىهذا المشروع لأن الحوثي كان الأبرز في رفض الدولة الإتحادية ومخرجات الحوار الوطني وقد دفع حياته ثمنآ لهذهالغلطة أما الحوثي وجدها فرصة ودفع القبائل لتطويق صنعاء واعتبار الدولة الإتحادية مؤامرة لتقسيم اليمن.
لهذين السببين شنت الحرب وأجتاح الحوثي المحافظات اليمنية وأنصهر معظم ألوية الجيش وقوات الحرسالجمهوري والأمن المركزي في جسم مليشيا الحوثي.
ثانيآ: أطراف الصراع
----------------
الصراع في اليمن كان بين طرفين في السنة الأولى للحرب هما الحركة الحوثية والشرعية اليمنية لكنه تحول من السنة الثانية إلى صراع بين عدة أطراف عندما بدأت الإمارات بتأسيس النخب العسكرية القبلية والأحزمة الأمنية المناطقية في مطلع العام 2016 وهذه المليشيات أُسستها الإمارات لضرب الشرعية نفسها وأخراجها منالمحافظات الجنوبية المحرره وهذا ما حصل بين 2019-2022 ولازال طرد الشرعية من باقي المناطق قائم علىقدم وساق.
يمكن القاء الضوء على أطراف الصرع وبعجالة:
1- الشرعية اليمنية:
وهي قيادة الدولة والحكومة الشرعية وتتكون من آئتلاف يضم معظم الأحزاب اليمنية على الساحة اليمنية مثلالمؤتمر والإصلاح والأشتراكي والأحزاب القومية من ناصريين وبعثيين وكيانات سياسية أخرى تتشكل اليوم فيالمجلس الوطني للأحزاب السياسية وحينما نوصف الشرعية فهو وصف بالتالي لمكوناتها.
كان الرئيس عبدربة منصور هادي بصفته رئيس الدولة يمثل الشرعية اليمنية وتحت قيادته شُنت الحرب ضدالحوثي وتحررت كل المحافظات الجنوبية وأجزاء من المحافظات الشمالية وكانت الشرعية قد أعادت بناء السلطاتالمحلية في المحافظات المحررة وإعادة بناء الجيش الوطني وقوات الأمن إلا أن ظهور أطراف أخرى في الصراعبأجندة مختلفة عن هدف الشرعية الرئيسي بإستعادة الدولة اليمنية وهزيمة الإنقلاب الحوثي قد أضعف سلطتهوجُمدت المعركة مع الحوثي وبتوقيع إتفاق الرياض في نوفمبر 2019 بين الحكومة الشرعية والمجلس الإنتقاليالذي أنقلب على الحكومة الشرعية في أغسطس 2019 وأخرجها من عدن العاصمة المؤقتة لليمن، فقدت الشرعيةقرارها السيادي وأصبحت لعبة بيد السعودية والإمارات ووصلت تلك اللعبة مداها بالإطاحة بالرئيس المنتخبعبدربه منصور هادي وقيام تحالف السعودية-الإمارات بتشكيل مجلس رئاسي غير دستوري من أمراء الحربوقادة المليشيات المختلفة في إبريل 2022.
2- الحركة الحوثية: وهي حركة زيدية جارودية متطرفة هدفها أعادة الحكم في اليمن إلى سلالة الأمام الهادي التيينحدر منها عبدالملك الحوثي واستمرار الحكم في هذه السلالة بإعتباره حقآ إلهيا، ما حققه الحوثي في هذهالحرب ليس بسبب قوتهم لكن الحركة ورثت من إنهيار الجيش اليمني ما يقارب من 1340 دبابة قتال رئيسيةو1358 بين عربات قتال مدرعة وناقلات الجنود و1167 مدافع مختلفة الأحجام و294 راجمة صواريخ و502 هاون، و300 صاروخ بالستي ناهيكم عن الأسلحة المتوسط والصغيرة والألغام وبقية أنواع المتفجرات، وبسلاحالدولة والدعم الإيراني بالمسيرات والصواريخ الإيرانية شن الحوثي حربه على اليمنيين، والانتصارات التي حققهاالحوثي ليس لأن مليشياته لا تُقهر لكن لأنهم ورثوا سلاح الدولة ومؤسساتها العسكرية. حركة الحوثي بمفهومهاالإيدلوجي تنفي الديمقراطية والدولة الإتحادية والعدالة وحقوق الإنسان وحكم القانون. وقفت الشرعية اليمنية بدعمالتحالف العربي في وجه الحوثي وأنطلقت عاصفة في 25 يناير 2015 وتم تحرير 8 محافظات بشكل كلي و 4 محافظات تحررت بشكل جزئي، ولازالت 11 محافظة تحت السيطرة الكاملة للحوثي وحوالي 20 مليون نسمةيخضعون لحكمها.
3- المجلس الإنتقالي الجنوبي: هو مكون سياسي يغلب عليه الطابع المناطقي وهذا المكون لا يمثل الجنوب لأنالجنوب متعدد سياسيآ وفي الساحة الجنوبية مكونات سياسية متعدده بأهداف مختلفة لكن ما يميز المجلسالإنتقالي عن المكونات الجنوبية الأخرى أن لديه مليشيات مسلحة أسستها الإمارات. تأسس هذا المكون في الرابعمن مايو 2017 وهدفه الأساس تفتيت اليمن وإعادتة إلى عدة دويلات على الرغم من دعاوية بإستعادة الدولة الجنوبية السابقة، وقد مثّل إعلان المجلس إنقلاب آخر على الشرعية اليمنية وتقع تحت قيادة هذا المجلس التشكيلات المليشياوية التالية:
ألوية العمالقة
ألوية الدعم والأسناد
ألوية العاصفة
الأحزمة الأمنية المناطقية في محافظات عدن، لحج، الضالع، أبين.
النخب العسكرية القبلية في محافظات شبوه وحضرموت.. تحولت لاحقآ في محافظة شبوه إلى (قوات دفاع شبوه) في مطلع 2022.
هذه المليشيات يقودها ضباط أماراتيون من قواعدهم العسكرية في ميناء بالحاف في محافظة شبوه ومطار الريانفي محافظة حضرموت وكذا مركز قيادة التحالف في عدن، ولم تخض هذه المليشيات معركة واحده ضد الحوثي بلأن كل معاركها التي خاضتها كانت ضد الحكومة الشرعية أبتداء من معركتي يناير وأغسطس 2019 ضدالحكومة الشرعية في عدن وإنتهاء بمعركة شبوه في أغسطس العام الحالي 2022 . ورغم أن المجلس الإنتقالي الجنوبي أصبح جزء من المجلس القيادي الرئاسي والحكومة الشرعية بعد توقيع إتفاق الرياض في نوفمبر 2019 وقيام مجلس القياده الرئاسي في إبريل 2022 إلا أن أجندته كما وردت في بيان إعلانه في 2017/5/4 هوتقسيم الجمهورية اليمنية وتدمير وحدتها ورفض مخرجات الحوار الوطني وأهمها قيام دولة إتحادية ديمقراطيةوبرغم أجندته هذه دعمته الإمارات في الإنقلاب على الحكومة الشرعية بل وإشراكه في الحكومة ومجلس القيادي الرئاسي وبدعم سعودي.
4- هنالك مليشيات أخرى أشرف التحالف على تشكيلها منها حراس الجمهورية في المخاء التي يقودها أبن أخالرئيس الراحل صالح وكذلك ومحور صعده ومحور سباء وألوية اليمن السعيد ودرع الوطن .
5- تحالف السعودية والإمارات أو ما يُطلق عليه رسميآ (التحالف العربي) أصبح طرفآ في الصرع بعد أن كانداعمآ ومساندآ للشرعية اليمنية، ولم يعد معني بالحرب مع الحوثي منذ توقيع الهدنة في أبريل 2022 بالنسبة للسعودية أما الإمارات فقد نفضت يدها من الحرب مع الحوثي منذ إعلانها بسحب قواتها من اليمن في أكتوبر2019 بعد سيطرت المليشيات التي تتبعها على مدينة عدن في أغسطس 2019 وطرد الحكومة الشرعية منها. وأغلب الظن أن الحرب بين الحوثي والسعودية والإمارات قد أنتهت ومهمة التحالف الحالية هي تقاسم مناطق النفوذفي جنوب اليمن ورعاية جيوب في الشمال لإشغال الحوثي وجعل سيطرته منقوصة على الجغرافيا الشمالية لإبقاء الجرح اليمني مفتوحا على كل الإحتمالات وإعادة تشكيل اليمن بما يخدم أهدافهما في تقسيم البلاد وتقاسمها.
ثالثآ: السلام ومتطلباته
-------------------
خلال ثمان سنوات حرب تشكلت أطراف سياسية وجيوش وسلطات أمر واقع وشبكات مصالح وتجارة حرب واسعةوهذا التركيب المعقد يحتاج إلى تفكيك قبل الحديث عن أي سلام في اليمن، فالشرعية أصبحت بعد إتفاق الرياضوإعلان مجلس القياده الرئاسي تجمع لمليشيات متعدده فمن سيُبرم السلام مع الحوثي هل هم حراس الجمهوريةأم المجلس الإنتقالي أم الجيش الوطني في مأرب الذي تصفه الإمارات بمليشياء أخوانية وهؤلا جميعآ ليسوا موحدين ولديهم أجنده مختلفه وأن جمعهم مجلس القياده الرئاسي والحكومة الشرعية.
ومن أجل الوصول إلى سلام عادل ومستدام يجب على المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحده إعادة تعريفهذا الصراع وأطرافه وأهداف هذه الأطراف المتعارضة، ثم الولوج إلى مرحلة السلام من خلال الإجراءات التالية:
1- إعادة صياغة الشرعية اليمنية نفسها بعقد مؤتمر وطني يمني يختار قيادة وطنية من كل ألوان الطيفالسياسي التي تمثل وتتمثل اليمن ومصالحة بدل التشكيل المليشياوي على رأس الشرعية القائم حاليآ.
2- أجبار المجلس الانتقالي الجنوبي على تنفيذ إتفاق الرياض وإدماج كل المليشيات في الجيش الوطني وقواتالأمن وتصبح الشرعية اليمنية طرفاً واحدا بأهداف محدده وواضحة.
٣- تمديد الهدنة لفترة غير محددة مع الحوثي وبقاء قوات الطرفين في مواقعها الحالية .
٤- خلال هذه الهدنه يتم إنجاز التالي:
إنجاز إتفاق أطار يتضمن مناقشة المبادئ الأساسية لمسودة الدستور الناجز وإقرارها التي تتضمن أسسالدولة الاتحادية ونوعها ومرتكزاتها وعدد أقاليمها والشراكة في السلطة والثروة.
الدخول في مرحلة التفاصيل للتفاوض بشكل أساسي حول تركيب الجيش والأمن وكيفية إعادة دمجالمليشيات في المجتمع والعدالة الإنتقالية وإعادة الإعمار.
تبداء عملية تنفيذ ما تم التوصل إليه بتشكيل لجان في مختلف المجالات تبداء عملها وفق جدول زمني محددوباشراف عربي ودولي.
أن تحقيق السلام في اليمن يحتاج أن تعيد الولايات المتحده إعادة تعريف الصراع في اليمن وتقييمه كما هو علىالأرض اليوم كما أسلفنا في هذه المداخلة أن أرادت الولايات المتحده مساعدة اليمنيين في الوصول لسلام عادلوشامل، وأن تكون قيادة جهود إحلال السلال والحفاظ على اليمن وسيادته وإستقلاله ووحدة أراضية في نظامإتحادي جديد يضمن العدالة والمساواة وحكم القانون والديمقراطية وأهم ركائزها التبادل السلمي للسلطة عبرالإنتخابات الحره بيد الولايات المتحده والمجتمع الدولي لا أن تترك اليمن لمن لا يقيم لحقوق الإنسان والديمقراطيةوالعدالة وحكم القانون وزنآ بل ويسعى لتفتيت هذا البلد المغلوب على أمره.
أتمنى لمؤتمركم النجاح والسلام عليكم
صالح الجبواني
-------
كلمة أمام مؤتمر واشنطن
الأخوات والأخوة أعضاء المؤتمر
أسعد الله أوقاتكم
أحييكم تحية طيبة من عدن العاصمة المؤقتة للجمهورية اليمنية، متمنيا لمؤتمركم النجاح والتوفيق. لما يخدم مصلحة بلادنا وشعبنا الصابر.
إن مؤتمركم هدا جعل الانظار في الداخل نلفت اليه ويتطلع الناس الى نتائج جدية تقف الى جانب الشعب وتدين الحروب ومشعليها وادواتها وتفتح مجالا للحل الشامل الذي يخلص البلاد من هذه الحرب الظالمة.
لقد مرت على شعبنا في الداخل ثمان سنوات عجاف ونحن على ابواب التاسعة ، منذ ان انقلب الحوثيون على التوافق الوطني وصادروا الدولة وأشعلوا حربا شعواء منذ سبتمبر ٢٠١٤ وماقبلها، مازال اليمنيون يكتوون بنيران هذه الحرب الى اللحظة. ثم جاءت عاصفة الحزم في٢٦ مارس ٢٠١٥ تحت مسمى استعادة العاصمة والدولة فاذا بها تتحول وبالا على البلاد، فقد أمتدت أكثر مما ينبغي، وخلقت واقعا يتناقض مع رغبة اليمنيين في الخلاص من الحرب والحفاظ على وحدة البلاد وأستعادة الدولة.
لقد رسمت الحرب على الواقع خارطة ليمن مفتت وفقا لرغبات سلطات الأمر الواقع التي تكونت في سياق الحرب بمساعدة التحالف تمويلا وتسليحا وتدريبا تحت شعار محاربة الحوثي ، وبدا الأمر وكان البلد يتقاسمها أمراء الحرب الذين صار لكل طرف منهم أجندة خاصة ومشاريع متناقضة ومتحاربة في الغالب.
وأخيرا في السابع مم ابريل ٢٠٢٢ تم جمع كل هذه المتناقضات في المجلس الرئاسي ذي الثمانية رؤوس، ليصير وضع البلد في مهب الريح.
الأخوان والأخوة أعضاء المؤتمر
ونحن ندلف نحو السنة التاسعة من هذه الحرب، وأنتم لستم بعيدا عن مآسي هذه الحرب، فقد بلغت الناس درجة الضيق من شظف العيش وحجم الجريمة وأفقار الناس حتى أصبحت المجاعات أمرًا واقعا، وصارت حالات الموت جوعا والانتحار حالات يومية يقرأها الناس في وسائل التواصل الاجتماعي
فقد ارتفع سعر الدولار اليوم 8/1/2022 الى ١٢٣٠ريال. كما أقرت الحكومة رفع التعرفة الجمركية من ٢٥٠ ريال للدولار في بداية العام الماضي الى ٧٥٠ بداية العام الجديد ٢٠٢٣. ولك أن تتصور كيف سترتفع أسعار المشتقات النفطية والسلع الأساسية. بينما لم يتحرك بند الأجور منذ عقدين من الزمن باستثناء ٣٠ بالمائة تم التحايل عليها باخضاعها للضرائب والخصومات. لقد أصبح الموظفون حتى مستوى مدير عام تحت خط الفقر، وبشكل عام فان الموظفين الذين رواتبهم أقل من مائة الف ريال لايستطيعون توفير الوجبات الأساسية لأسرهم نظرا لارتفاع الاسعار بصورة خيالية.
الاخوات والاخوة
وأنتم تناقشون سبل السلام الممكنة لإنهاء هذه الحرب الظالمة، فإننا نود الأكيد على أولوية وقف هذه الحرب، مع معرفتنا الأكيدة إن طرف الحوثي لا يرغب في إنها هذه الحرب الا منتصرا وتصلح له مقولة؛ أما كل شيء أو لاشيء .ولذلك نأمل بوحدة كل قوى الشرعية لتكون ندا يستطيع الحوثي ان يعمل لها حساب. لكن يقينا إن ثمان سنوات مرت ثقيلة ومكلفة على المواطنين الذين لم يقرروا هم هذه الحرب بل يدفعون تكلفتها الغالية كل يوم. ومن الصعب بعد الوقائع المرئية لهذه الحرب ومساراتها ان نتوقع أنتصارا لطرف، وان أستمرارها لن يحدث أي أختراق سوى مزيد من الخسائر من الرأسمال البشري.
لقد خلفت هذه الحرب أكثر من ربع مليون قتيل ومئات الاف من الجرحى ومعاقين ومآسي ونزوح والامراض والمجاعات. وآن الأوان لوقف الحرب والتوجه نحو السلام الشامل.
وفي هذا السياق فانني أؤمن إن مخرجات مؤتمر الحوار الوطني تمثل مرجعية وطنية لإعادة البناء المؤسسي للدولة،، فقد اتفق اليمنيون للمرة الأولى على الأسس التي يجب ان يشيدون دولتهم عليها. ولولا الانقلاب الخائب لكنا قد قطعنا شوطا في التنمية والحقوق الديموقراطية وسيادة القانون.
ان حوارا يمنيا يمنيا باشراف الجامعة العربية والامم المتحدة يمكن ان ينتج حلا ممكنا ومقبولا، اذا توصلت اطراف الحرب الى قناعة بان حلا عادلا يمكن ان يمهد لاعادة بناء مادمرته الحرب
ومن شأن إنهاء الحرب والحوار على اساس مخرجات الحوار الوطني والتوجه نحو إقرار مشروع الدستور الذي أعد وفقا لمخرجات الحوار، من شأن ذلك ان يعزز الثقة بين الاطراف لاعادة بناء مجتمع خال من الصراعات والفوضى.
الأخوان والإخوة
كانت ثورة فبراير ٢٠١١ قد قطعت شوطا في خلخلة النظام القائم على السلطة المطلقة، وخلقت مجتمعا شبابيا جديدا يؤمن بقيم الدولة المدنية الحديث وحقوق الانسان والشفافية والمساءلة، وكان من أهم أهداف الثورة هو التحقيق في الانتهاكات التي ارتكبت بحق الشباب ومحاسبة مرتكبيها، من قبل لجنة مستقلة لم تنجح في ظل حكومة الوفاق الوطني بسبب ان القوة كانت في مكان آخر. كما ان قانون العدالة الانتقالية لم يمر هو الاخر بسبب استماتة طرف حزب الرئيس السابق ولأن السلطة كانت مناصفة فقد عرقلت الدولة العميقة هذه القوانين ومنها ايضا قانون استعادة الاموال المنهوبة.
ونأمل اليوم وقوفكم في هذا المؤتمر للتإكيد على أهمية القضايا الثلاث؛
لجنة التحقيق في انتهاكات النظام السابق مضافا اليها الانتهاكات التي ترتكب في هذه الحرب من قبل جميع الاطراف بما فيها التحالف
قانون العدالة الانتقالية
قانون استعادة الاموال المنهوبة
ذلك في غاية الاهمية يسبق المصالحة واعادة بناء الدولة، حتى تنتفي كل اسباب الصراع والمظالم.
واما الاموال المنهوبة فنحن اليوم بحاجة الى تمديد فترة سريان القانون ليشمل الفترة الراهنة. حيث النهب الجنوني للمال العام والسطو على اموال واملاك الدولة والتعدي على الممتلكات الاثرية والمشاريع الوهمية والجبايات غير الشرعية التي باتت تشمل كل شيء حتى الافراح والاتراح باتت تاخذ عليها اتاوات. لقد اثقل كاهل المواطن ولان يئن من شدة الظلم والقهر والبلطجة.
إن شعبنا يتطلع الى دولة اتحادية تحقق العدالة في توزيع السلطة والثروة وتحقق له الاستقرار الدائم والتنمية والرخاء والتقدم الاجتماعي
نأمل النجاح لمؤتمركم والتوفيق
والله من وراء القصد
د عبدالله عويل
امين عام حزب التجمع الوحدوي اليمني
-----
السلام عليكم ورحمة الله .
أحيي الحاضرين جميعا وأشكر الجهات المنظمة للمؤتمر على إتاحة هذهالفرصة وهذه الإطلالة للحديث عن الوضع في اليمن .
بداية اسمحوا لي بالابتهال إلى الله القدير طالبا رحمته ولطفه ببلدي اليمنوبأهله وبكل الضحايا والمصابين جراء ما يمر به اليمن من الحرب والاقتتال. آمين .
عقب اندلاع ثورة شبابية سلمية في اليمن مطلع عام 2011 رافعة شعارالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية تقدمت دول الخليج العربي بدعم أمريكي ودول غربية أخرى بمبادرة سميت لاحقا بالمبادرة الخليجية وتم من خلالها تشكيل حكومة ائتلافية بين النظام والمعارضة والثوار متزامنة معحوار وطني شامل جرى في البلاد ، وبدا أن اليمنيين على أعتاب مرحلة سياسية ووطنية جديدة يحققون فيها آمالهم وتطلعاتهم في بناء دولة مدنية حديثة ميلاد اليمن الاتحادي . لكن سرعان ما تأزم الموقف إثر انقلابعسكري قامت به جماعة الحوثي بدعم إيراني على الحكومة الشرعية وتحول اليمن إلى ساحة حرب وسط تدخل خارجي وأدى ذلك إلى تفكك الدولة وانقسامها إلى العديد من الجماعات المسلحة المتنافسة والمدعومة منالقوى الخارجية ومع تفتت مؤسسات الدولة خلال الحرب وتشرذم اليمن بشكل عام بين جماعات مسلحة والدور السلبي للقوات المسلحة والانقسامالذي ضربها ، أجهضت مساعي التغيير وتم قطع الطريق على آمالوتطلعات اليمنيين .
باتت الانتفاضة الشعبية مجرد ذكرى وشعارات صعبة التحقيق.
واليوم يقف الشباب اليمني ومعه ملايين اليمنيين أمام الأوضاع داخل البلاد. حرب مدمرة خلفت واحدة من أسوء الأزمات الإنسانية في العالم ، دون أنيجد فرصة للتأثير والتغيير ومواجهة هذا الأوضاع ودفع ذلك الآلاف منهمإلى حمل السلاح .
يشهد اليمن اليوم أوضاعا صعبة وأزمة معقدة واحتراب داخلي عنيف . فيحين تسيطر جماعة الحوثي السلالية بقوة السلاح وبدعم ايراني على شمال البلاد وغربها ومنه العاصمة صنعاء . فيم تسيطر ميليشيات المجلسالانتقالي المدعوم اماراتيا و بقوة السلاح أيضا على مدينة عدن وأرخبيلسقطرى وشبوة ومناطق واسعة من جنوب وشرق البلاد. وبسطت ميليشياتمايسمى بحراس الجمهورية نفوذها على الساحل الغربي ، بعض منسواحل الحديدة وتعز. لقد تقاسمت الميليشيات اليمن كفيد وغنيمة دون أياعتبار لمعاناة الملايين من اليمنيين وأمام مرأى ومسمع المجتمع الدوليوالإقليمي ودون أن يحرك ساكنا.
إن تلك الجماعات المسلحة التي شيطرت على معظم البلاد لم تأبه بما يعانيه اليمنيون من الأزمات الإنسانية التي يتعرض لها ثلثا السكان أي أكثر من ١٨ مليون يمني ، ولم تكلف نفسها بمحاولة التقليل من هذه المعاناة ، بل أنها تعمل على مفاقمتها وتتغذى على معاناة وآلام اليمنيين، هي في الحقيقة طفيليات لاتعيش الا في مثل هذه البيئات.
ومع اشتداد النزاع في اليمن تأثرت معظم محافظات البلاد بشكل مباشربتلك المواجهات حيث شهدت محافظات مأرب والحديدة وتعز وشبوة وعدنوأبين والضالع والبيضاء وإب والجوف وصعدة وحجة مواجهات مباشرة بينالجيش الوطني والميليشيا الحوثية ومن انحاز إليها من قوات الحرسالجمهوري التابع للرئيس السابق علي صالح، ونزح أكثر من أربعة ملايينشخص داخليا بسبب النزاع. وأدت والأوبئة والجوائح إلى تفاقم الأزمةالإنسانية في البلاد المنهك من أثر الحرب والحصار.
ومع استمرار النزاع في اليمن لا يزال ملايين اليمنيين يواجهون أكبر أزمةفي الأمن والمعيشة والدواء ويواجه أكثر من نصف سكان البلاد مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي في البلد الذي يعتمد أصلا على استيرادجميع المواد الغذائية والسلع الأساسية من الخارج، وأدى انهيار العملة نتيجة تعطيل الموارد الايرادية وتأخر الالتزامات بدعم البنك المركزي فيالعاصمة المؤقتة عدن إلى ارتفاع حاد في أسعار المواد الغذائية والسلع الأخرى وانخفاض القوة الشرائية للأسَر ولم يستطيع الملايين من الناس تلبية احتياجاتهم الأساسية.
إن التدخل العسكري الخارجي لم يقدم لليمن حلولا ولا مخارجا من الأزمة بلأنه عزز المعاناة وفاقم الأزمات وساهم في تردي الاقتصاد وتفلت الأمن وتشظي البلاد وانتشار الجماعات والكيانات المسلحة خارج سيطرة الدولة. فيما تقف الحكومة الشرعية بإمكاناتها المنعدمة وموقفها السياسي والعسكري الضعيف عاجزة مشلولة وأصبحت جزء من المشكلة.
لقد عانت محافظتي ...
أرخبيل سقطرى جراء هذه الصراعات ودوت أصوات المدافع والقنابل لأولمرة في تأريخه في ذلك الأرخبيل المميز الجميل وانتهك العنف والقتل سكونوسلام تلك الجنة الجميلة. وكل ذلك بسبب تصدير الأزمات والمشاكل منخارج الأرخبيل بل ومن خارج اليمن ومحاولة الإستقطاب والتدافع في ذلكالمجتمع المسالم من خلال استغلال الدعم والمساعدات الانسانية واستغلال الحالات الانسانية.
لقد تعرضت بيئة سقطرى المميزة والثرية بالتنوع الحيوي وكذلك ثقافتها للتجريف والاعتداء والتحريف والنقل والتدمير دون أن يقدم أحدا المساعدةوالموقف الايجابي.
لقد دعونا ولا نزال الجهات المهتمة والمنضمات الدولية إلى مساعدتنا فيصون الأرخبيل والحفاظ على بيئته وثقافته وحماية أهله ومواطنيه من الصراعات وآثارها ومن التدخل الخارجي....
الحاضرون جميعا
يتطلع اليمنيون إلى سلام دائم يحفظ لليمن سيادته ووحدته وسلامةأراضيه ولن يكن ذلك إلا من خلال تنفيد القرارات الدولية والمرجعيات الثلاث وبسط نفود الدولة وتحقيق الشراكة والمواطنة المتساوية وتنفيذ العدالةالانتقالية ويؤمنون بأن السلام يأتي عن طريق الحوار بين اليمنيين أنفسهم آملين من المجتمع الدولي المساعدة والدعم لتهيئة بيئة مناسبة لحوار بناءوشفاف تشارك فيه جميع الأطراف ينتهي بتوقف الحرب واستئناف العمليةالسياسية والخروج من الأزمة. كما يأمل اليمنيون أن يكف الآخرون عنالتدخل في شئونهم وأن يعود لليمن دوره ومكانته بين المجتمع الدولي والاقليمي ليسهم كعادته في البناء والتنمية والأمن والاستقرار العالميين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
------
مداخلة السفير خالد اليماني وزير الخارجية الاسبق، في مؤتمر اليمن في العاصمة الامريكية
برعاية مؤسسة توكل كرمان، و جامعة جورجتاون، واشنطن العاصمة ٩ يناير ٢٠٢٣
• المشهد السياسي والاجتماعي والإنساني مع بداية العام التاسع للحرب اليمنية يشكل مواصلة لحال السقوط الحر في هاوية سحيقة. تشظي متزايد للمجتمع وقواه السياسية، وتحديدا في مناطق سيطرة مجلس القيادة الرئاسي، واخرها رفع اعلام الدولة الحضرمية المستقلة.
• قيادة جماعية ثبت فشلها في كافة التجارب السياسية في العالم، واليوم بعد تسعة أشهر تنحرف بعيدا وبشكل متزايد عن تفويض مؤتمر الرياض٢. كنت قد حذرت مرارا منذ مباشرة المجلس لمهام عمله والخلافات التي عصفت به منذ الأيام الأولى، ونبهت الا انه قد ينتهي بنا الحال لاعتبار مجرد بقاء مجلس القيادة ولقاءاته المتباعدة الإنجاز الوحيد للرياض٢.
• لم ينجز المجلس ما يبرر دخولنا مرحلة ما بعد هادي، فلا إصلاحات مؤسسية واستقرار لمؤسسات الدولة داخل الأراضي اليمنية، ولا حكومة قادرة على تقديم معالجات انسانية دع عنك المفردات الفضفاضة مثل التعافي الاقتصادي وحوكمة الموارد المالية للدولة، فيما يتفشى الفساد. الرياض ٢ أكد على فشل الخيار العسكري، ووجه مجلس القيادة الرئاسي البدء في التفاوض مع الحوثيين، كما وعد بالشراكة مع مجلس التعاون. اعتقد انه حان الوقت بعد تسعة أشهر من تفويض الرياض ٢ ان يقدم المجلس جردة حساب.
• الحوثي الذي يدعي الدفاع عن السيادة وهو من اغتصبها، ولا مشروعية دستورية له، يحقق مكاسب متزايدة نظرا لضعف خصومه السياسيين. وهو يعتقد اليوم انه بصدد تحقيق اختراق هام باتجاه الاعتراف به من قبل التحالف في ضوء الحوار الجاري عبر الوساطة العمانية، وانتهاء الحرب عبر الحدود، وتفرغ الحوثي لتصفية حساباته مع خصومه في الداخل، والبدء بتعطيل موارد الحكومة، مالم تقبل الأخيرة بتقاسم هذه الموارد معه (قاطع طريق محترف). يرغب الحوثي بمواصلة التفاوض من تحت الطاولة، ويرفض الجلوس الى طاولة مفاوضات الأمم المتحدة وتمديد الهدنة، للبحث في كل الجوانب الإنسانية، مثل المرتبات والوصول الإنساني، وفتح المعابر في تعز وفي كل انحاء البلاد.
• الخيار الأفضل للتحالف هو التحرك الاستباقي، بدلا من الاستسلام لمطالب الحوثي الأخيرة، وهي مطالب في تغير وتصاعد دائم. على التحالف الضغط لتنفيذ مخرجات الرياض ٢ ودعم الإصلاحات العميقة في الشرعية، ومواصلة تقوية الوضع العسكري والأمني للشرعية، ليس لمواصلة الحرب، ولكن لردع أي مغامرة حوثية. مع أهمية إعادة التوازن بين الأطراف المعنية تحضيرا للمفاوضات.
• هناك مؤشرات، ولكنها متواضعة لتصاعد حال الغضب الشعبي في مناطق سيطرة الحوثي، ولكنه يعمل على تسييج سلطته عبر العنف المفرط، ومؤخرا وجه هذا العنف ضد ما تبقى من المؤتمر الشعبي العام الذي بات يتهم بالخيانة والفساد. (كبش فداء اخر)
• طالبت مرارا من منطلق عدم ايماني بالحل العسكري بضرورة فتح قنوات اتصال بين مجلس القيادة والحوثيين، وكنت قد طرحت الفكرة في وقت مبكر مع نهاية ٢٠١٥ على الرئيس السابق هادي، برعاية النرويج، ولكن الرئيس هادي بعد ان تم الاتصال الدبلوماسي تراجع عن الفكرة. اليوم أقول للأخوة في مجلس القيادة الرئاسي، وتحديدا مكتب الدكتور رشاد العليمي لبحث قنوات اتصال. مع ايماني العميق بأن الأمم المتحدة هي المظلة الوحيدة لمفاوضات السلام.
• وفي موضوع الأمم المتحدة، واهمية ان تكون العملية السياسية والتفاوضية بقيادة يمنية، فقد كثر الحديث عن ان الأطراف اليمنية لم تعد صاحبة المبادرة، وتحديدا الشرعية اليمنية وهذا يضعها بشكل متزايد في وضع غير متكافئ على طاولة السلام، رغم انها كانت ومازالت تطالب بالتوصل الى حل سلمي للنزاع اليمني. كما كررت في كتاباتي اهمية وضرورة العودة لتفعيل آلية أصدقاء اليمن.
• فكرة ستوكهولم كانت تقوم على نفس المبدأ، وهي الفكرة التي تم وأدها في المهد من قبل من كانوا متحمسين لها وضغطوا لوقف الحرب، بعد ان كانت القوات المشتركة على بعد ٣ كيلومترات من بوابة ميناء الحديدة. كانت الفكرة تقوم على خلق مناخ لأرضية مشتركة بين أطراف النزاع انطلاقا من مدينة الحديدة
• لست متفائلا بما سيأتي به العام التاسع، فقد سبق وقلت ان طريق الهدنة هو الذي سينقلنا الى ما اسميته بطريق السلام الصعب، ان استمر الحوثي بالتفاعل مع متطلبات الهدنة وليس وضع الاملاءات. وطريق السلام الصعب هو طريق طويل تتم فيه عمليات التوافق الإنساني وغيرها من إجراءات بناء الثقة وصولا الى انهاء الاعمال العدائية، وما يليها من مفاوضات السلام المستدام، وهذا الخيار قد يأخذ سنوات، وتجربة الصومال شاخصة امامنا بعد ثلاثين عاما من سقوط نظام سياد بري، ولكنه أفضل من ازهاق المزيد من الأرواح في هذه الحرب العدمية، والأفكار التي يتناولها الحوثي لمعاودة عملياته في مأرب لاعتقاد واه لديه ان بإمكانه تحقيق الانتصار