أكدت الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، أن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر تمثل جوهر الهوية الوطنية وبوصلة الخلاص نحو دولة المواطنة والعدالة، مشددة على أن قيم الحرية والكرامة التي حملها الثوار الأوائل ستظل نبراساً يهتدي به اليمنيون في معركتهم ضد الاستبداد والإمامة والاستعمار.
لا مكان للسلالية والمناطقية
وقالت توكل كرمان في كلمة متلفزة بثتها قناة بلقيس بمناسبة الذكرى الـ63 للثورة، إن "الأوطان لا تُبنى بدعاوى سلالية أو مناطقية، وكلما عادت الإمامة جلبت معها الخراب والموت والجوع"، مؤكدة أن أهداف سبتمبر تمثل خارطة الخلاص والمشروع المستقبلي لبناء دولة وطنية تضع المواطنة فوق القبيلة والوطن فوق كل الهويات الضيقة.
تحميل القيادة والتحالف المسؤولية
وانتقدت كرمان أداء مجلس القيادة الرئاسي، محمّلة إياه المسؤولية الكاملة عن تدهور الأوضاع نتيجة "فشله وتبعيته للتحالف"، مشيرة إلى أن "التحالف السعودي الإماراتي أسهم في تثبيت الانقلاب وتقويض الشرعية". كما حمّلت النخب السياسية والحزبية وقيادات المليشيات "الوزر الأكبر عمّا آلت إليه البلاد".
الاقتصاد والخلاص الشعبي
وأشادت كرمان بإجراءات البنك المركزي الأخيرة التي انعكست على استقرار العملة والأسعار، لكنها شددت على أن طريق الخلاص يبدأ من إرادة الناس في العيش بكرامة وانتزاع حقوقهم، مؤكدة أن ترك "اللصوص والقتلة يعبثون لن يجلب السلام".
إدانة العدوان الإسرائيلي والابتزاز الحوثي
وأدانت كرمان ما وصفته العدوان الإسرائيلي الغاشم على اليمن والمجازر بحق المدنيين في صنعاء، معتبرة أن الحوثيين استغلوا قضية غزة للمزايدة والزج بالبلاد في حرب لا علاقة لها بها. مضيفة: الاحتلال إلى زوال مهما طال الزمن، والحرية ستنتصر.
دعوة للوحدة والمصالحة
ورأت كرمان أن الخريطة الإقليمية يعاد رسمها بقوة السلاح الأمريكي المتدفق لإسرائيل، محذرة من مواجهات عربية وخليجية قادمة.
ودعت كرمان إلى وحدة الصف الوطني ومصالحة شاملة تنهي الحرب وتعيد الدولة وتداوي الجراح.
تحية للنضال الشعبي
ووجّهت كرمان تحية اعتزاز لنساء عدن وتعز في نضالهن السلمي، ولأبناء حضرموت في مقاومتهم المدنية، وللشعب اليمني الصابر تحت نير الحوثيين.
عهد سبتمبر وعقد الجمهورية
واختتمت كرمان كلمتها بالتأكيد على أن سبتمبر هو عهدنا، والجمهورية عقدنا الوطني، ولن تعود الإمامة، ولن تنتصر المناطقية، ولن ينكسر اليمن، مشددة على أن إنهاء الحرب وطي صفحة الانقسام ضرورة وطنية.