أنشطة المؤسس
بيان صادر عن الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان.. النصر التاريخي للشعب السوري: انتصار الحرية والصمود
أهنيء الشعب السوري العظيم بهذا الانتصار الكبير الذي أزال واحد من أكثر الأنظمة القمعية شراسة عبر التاريخ،
والذي انتزع حريته من بين أنياب نظام الديكتاتور بشار الأسد الذي مارس إرهاب الدولة على أوسع نطاق ضد شعبه المسالم، مستعينا بحلفائه الإقليميين والدوليين في إيران وروسيا والميليشيات الطائفية الذين أوغلوا في دماء السوريين خلال سنوات البراميل، وشكلوا معا اتحاد دولي لمكافحة طموحات الشعب السوري للعيش الكريم.
لقد اعطى الشعب السوري العظيم مثالاً حيًا للشجاعة والصبر، وتحمل ما لا يمكن أن يتحمله بشر، من القهر والظلم والمجازر وجرائم الابادة والسلاح الكيماوي وبراميل المتفجرات وتدمير المدن وتشريد سكانها، ومع ذلك لم يتراجع ولم ينكسر أو ييأس، بل كان في أحلك اللحظات على ثقة بقضيته العادلة وعلى يقين بالعودة والنصر .
لقد أثبت الشعب السوري للعالم أنه مهما طال الليل ومهما طال الاستبداد والظلم والطغيان والتجبر ؛ فإنه لن يحجب كل ذلك فجر الشعب الحر. وأن الحرية ليست مجرد كلمة، بل هي قدر يُكتب بالدماء والتضحيات والصبر والشجاعة والإيمان.
لقد انتصرت الثورة السورية في مواجهة اقذر حرب عالمية شنت عليها من نظام الإبادة الجماعية وحلفائه في ايران وروسيا. وها هي اليوم تنتصر، تنتصر بكل المقاييس؛ وارفعها انتصار التفوق الأخلاقي الذي أظهرته في سلوكها وأفعالها، وهم يديرون الفصل الحاسم من اسقاط نظام الديكتاتور بشار الأسد والذي ترافق مع عملية تسامح مطلقة خالية من أي حالات انتقام أو اعتداء على الملكيات الخاصة والعامة، برغم الفظائع والجرائم وحروب الابادة التي ارتكبها النظام السوري بحق الثوار والشعب السوري عموما من تهجير وقتل الملايين، وتغييب مئات الالاف في السجون.
هذا التفوق الأخلاقي للثورة السورية مكّنها من لملمة كل السوريين حولها بكافة اتجاهاتهم وطوائفهم ومذاهبهم وأديانهم.
اليوم لحظة تاريخية تستحق الوقوف أمامها باعتزاز، يستحق فيها الشعب السوري كل الدعم وكل المساندة، لقد آن الأوان لتنعم سوريا بالأمن والسوريين بالحريات والكرامة، وإنه لمن المهم أن يتم دعم هذا التغيير الحتمي والكف عن إيذاء السوريين.
ان الدرس الأعظم الذي تعطيه ثورات الربيع العربي وفي مقدمتها الثورة السورية لكل الأحرار في العالم والشعوب المقموعة المتطلعة للحرية. منذ 2011 وحتى انتصار الشعب السوري اليوم، هي أن إرادة الشعوب هي اعظم الحقائق وأنبلها.
وأن الشعوب إذا انتفضت، فإن الانظمة المستبدة مهما كان جبروتها ومهما كان حلفاءها متغطرسين، فإنها تتهاوى مثل كومة قش أمام إرادة الأحرار الملتهبة بالإيمان بالحق والحرية والكرامة.
عاشت سوريا حرة مستقلة