أنشطة المؤسس
توكل كرمان تتحدث في مؤتمر دولي افتراضي عن دور المرأة في ازدهار الحرية والديمقراطية
دعت الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، الحكومات والمؤسسات والمنظمات غير الحكومية والأفراد حول العالم إلى الالتزام ببيئات تحظى فيها أصوات النساء بالتقدير، وتصان حقوقهن، وتتحقق فيها إمكاناتهن.
جاء ذلك في كلمة لها خلال المؤتمر الدولي الافتراضي "القوة الرقمية للمرأة" الذي نظمته منظمة "قوة النساء" بالتعاون مع مجموعة العشرين الاجتماعية وفرقها المعنية، في الفترة 17- 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
وقالت توكل كرمان: إن دعم النساء يعني التمسك بالقيم الأساسية للإنسانية. إن المستقبل الذي تتمتع فيه النساء بالحرية والمساواة والتمكين هو المستقبل الذي تزدهر فيه الحرية والعدالة والديمقراطية بحق.
وتابعت كرمان: إن وحدة القيادات النسائية لتمثل مصدر قوة هائلة، فعندما تلتحم النساء من خلفيات متنوعة، فذلك يشكل نقاط قوة فريدة تعمل على تعظيم تأثيرنا ونقف بوجه الأعراف وندفع باتجاه تغيير جذري. إن الجهود التي تقودها النساء تعالج قضايا عالمية مثل عدم المساواة والسلام والديمقراطية والظلم البيئي من خلال الوقوف متحدين.
وأضافت كرمان: نحن النساء نلهم الآخرين ونرسل رسالة واضحة. حينما نتحد نحن النساء، فإننا نقود التقدم ونرفع من شأن المجتمعات، ومثل هذه الوحدة تمكن النساء من معالجة التحديات المنظمة، وتدفع نحو الإصلاحات، والمطالبة بالمساءلة، وهو أمر بالغ الأهمية، فالمساءلة هي جوهر نضالنا، وهي تبرز مرونة النساء ورؤيتهن، وتثبت أننا حين نتحد فما من حدود لما يمكننا تحقيقه.
وأشارت كرمان إلى أن عددًا لا حصر له من النساء في اليمن وسوريا وفلسطين وأفريقيا وأميركا اللاتينية، ألهمنها من أجل مواصلة النضال، لافتة إلى أنهن رغم التحديات الهائلة التي يواجهنها كالحرب والقمع والحواجز المجتمعية والقيود الدينية، يواصلن رفع أصواتهن من أجل الحرية والكرامة والديمقراطية والمساواة ومحاربة الفقر.
وقالت كرمان: ومن بين النساء الأخريات اللائي ألهمنني الملكة بلقيس، ملكة سبأ. فهي ترمز إلى الحكمة في التاريخ اليمني بامتلاكها ناصية القوة ولم الشمل وبتقديرها لأصوات شعبها. إن إرثها يغذي إيماني بقوة المرأة وقوة الشعب.
وتابعت كرمان: إن ذلك كله يلهمني مواصلة النضال من أجل عالم ينعم فيه الجميع بحقوق الحرية والعدالة والديمقراطية. والاقتباس الذي يمكنني مشاركته هو: "نحن صوت من لا صوت له، وقوة من لا قوة له، ونحن القوة التي لا تقهر لبناء عالم حيث الحرية والكرامة والعدالة والمساواة والديمقراطية وسيادة القانون حق لكل إنسان على هذا الكوكب، لا امتيازات تنعم بها القلة. يجب أن نصنع أفضل مستقبل يستحقه الجميع، ولن يهدأ لنا بال حتى تتحول هذه الرؤية إلى حقيقة".
وحول الفضاء الرقمي، قالت توكل كرمان إنه منصة قوية للوحدة والمناصرة والتغيير العالمي (...) فهو يعمل على تعظيم الأصوات، ويربط بين الناس خارج الحدود وداخلها، ويحول الأفعال الفردية إلى قوة جماعية من أجل التغيير والتواصل والحب.
واستدركت كرمان بالقول: لكن يتعين علينا توخي الحذر من إساءة استخدامها، وخاصة من جانب الحكومات. إذ تستغل الحكومات بشكل متزايد الأدوات الرقمية لأغراض المراقبة وفرض الرقابة ونشر المعلومات المضللة.
وشددت كرمان على الحاجة إلى استعادة المنصات الرقمية باعتبارها مساحات للحقيقة والحرية، وباعتبارها صوت الشعب، مؤكدة في الوقت نفسه على وجودب مكافحة التضليل وخطاب الكراهية، ومطالبة شركات التكنولوجيا بالشفافية والمساءلة والالتزام بالمعايير الأخلاقية في الحوكمة الرقمية.
وفيما يلي نص الكلمة:
في البدء أود أن أقول إن الخوف أمر طبيعي، لكن الصمت خطير فعلاً. الصمت يسمح للظلم بالاستمرار. حينما بدأت رحلتي في الدفاع عن حقوق الإنسان، وعن حقوق المرأة والحق في التعبير – حين أسست منظمتي "صحفيات بلا قيود"، وبدأت بثورة سلمية ضد الدكتاتور - كنت أعرف المخاطر، واجهت التهديدات والترهيب وحتى العنف، لكنني لم أتوقف.
الصمت لم يكن خيارًا أبدًا ولن يكون خيارًا أبدًا. في كل مرة نتحدث فيها، فإننا نجعل الطغيان والظلم أكثر ضعفًا. يبدأ التغيير بالشجاعة، والشجاعة غالبًا ما يكون مصدرها صوت واحد ملهم. يجب أن تعلموا أن أصواتكم مهمة؛ يحتاج العالم إلى سماعها، وتحتاج شعوبكم إلى سماعها، ولربما تكون شجاعتكم هي الشرارة التي تشعل التغيير لشخص آخر أيضًا.
أما القيم التي اهتدي بها فهي الالتزام بالحرية والعدالة والديمقراطية والمساواة والمرونة والأمل والفهم العميق للتاريخ. الحرية والعدالة مثلما أنهما حقان فإن كلاهما مسؤولية تتطلبان منا التحدث حتى في الأوقات الصعبة. كما أن المرونة هي الأخرى ذات أهمية كبيرة لاسيما في الأوقات العصيبة.
إن الأمر يتعلق بالنهوض بعد كل نكسة. والتاريخ يمنحني الكثير من الشجاعة والمعرفة، ويعلمنا أن ما من ثورة إلا وتعترضها ثورات مضادة، والنصر في نهاية المطاف هو حليف أولئك الذين يواصلون الحلم والنضال من أجل حريتهم والعدالة. ونحن لن نتوقف حتى تصبح الحرية والعدالة وسيادة القانون واقعًا ملموساً.
لديّ ايمان بأن التغيير ممكن، وأن إرادة الشعب سوف تسود. إن مستقبلاً حراً وعادلاً وسلمياً في متناول أيدينا. هذا الاعتقاد يلهمني ويمنحني الشجاعة للمضي قدماً في نضالي. وللعلم، فإن النصر سيكون حليف أولئك الذين يسعون إلى الحرية والعدالة. كل عمل شجاع يقربنا من عالم الديمقراطية واللاعنف. لم أتوقف، ولن أتوقف لأن كل فعل في هذا المسار لدعم ومساعدة الناس يصنع فارقاً حقيقيا ويخلق تغييرًا كبيرًا.
رسالتي إلى المجتمع العالمي بشأن حقوق المرأة هي أنهن جزء لا يتجزأ من النضال الأوسع من أجل الحرية والعدالة والديمقراطية. إن النساء اليوم لا يكافحن من أجل حقوقهن فحسب، بل يتصدرن أيضًا معارك ضد الدكتاتورية والاحتلال وتغير المناخ وعدم المساواة. إن تعزيز حقوق المرأة أمر ضروري لعالم عادل وسلمي. إن تمكين المرأة يخلق اقتصادات أقوى ومجتمعات أكثر صحة وديمقراطيات مرنة.
إنني أدعو الجميع ـ حكومات ومؤسسات ومنظمات غير حكومية وأفراد ـ إلى الالتزام ببيئات تحظى فيها أصوات النساء بالتقدير، وتصان حقوقهن، وتتحقق فيها إمكاناتهن. إن دعم النساء يعني التمسك بالقيم الأساسية للإنسانية. إن المستقبل الذي تتمتع فيه النساء بالحرية والمساواة والتمكين هو المستقبل الذي تزدهر فيه الحرية والعدالة والديمقراطية بحق.
إن وحدة القيادات النسائية لتمثل مصدر قوة هائلة، فعندما تلتحم النساء من خلفيات متنوعة، فذلك يشكل نقاط قوة فريدة تعمل على تعظيم تأثيرنا ونقف بوجه الأعراف وندفع باتجاه تغيير جذري. إن الجهود التي تقودها النساء تعالج قضايا عالمية مثل عدم المساواة والسلام والديمقراطية والظلم البيئي من خلال الوقوف متحدين. نحن النساء نلهم الآخرين ونرسل رسالة واضحة.
حينما نتحد نحن النساء، فإننا نقود التقدم ونرفع من شأن المجتمعات، ومثل هذه الوحدة تمكن النساء من معالجة التحديات المنظمة، وتدفع نحو الإصلاحات، والمطالبة بالمساءلة، وهو أمر بالغ الأهمية، فالمساءلة هي جوهر نضالنا، وهي تبرز مرونة النساء ورؤيتهن، وتثبت أننا حين نتحد فما من حدود لما يمكننا تحقيقه.
إن أول امرأة ألهمتني هي أمي بالطبع. لقد علمتني أن أكون قوية وذكية ولا أخاف من الآخرين. وبالإضافة إلى أمي العظيمة، فإن مصدر إلهامي أيضًا عدد لا حصر له من النساء في اليمن وسوريا وفلسطين وأفريقيا وأميركا اللاتينية. فهؤلاء النساء، على الرغم من التحديات الهائلة ــ الحرب والقمع والحواجز المجتمعية والقيود الدينية ــ يواصلن رفع أصواتهن من أجل الحرية والكرامة والديمقراطية والمساواة ومحاربة الفقر.
إن هؤلاء الأبطال المجهولين يذكرونني بقدرتنا الجماعية على إحداث التغيير. ومن بين النساء الأخريات اللائي ألهمنني الملكة بلقيس، ملكة سبأ. فهي ترمز إلى الحكمة في التاريخ اليمني بامتلاكها ناصية القوة ولم الشمل وبتقديرها لأصوات شعبها. إن إرثها يغذي إيماني بقوة المرأة وقوة الشعب.
إن ذلك كله يلهمني مواصلة النضال من أجل عالم ينعم فيه الجميع بحقوق الحرية والعدالة والديمقراطية. والاقتباس الذي يمكنني مشاركته هو: "نحن صوت من لا صوت له، وقوة من لا قوة له، ونحن القوة التي لا تقهر لبناء عالم حيث الحرية والكرامة والعدالة والمساواة والديمقراطية وسيادة القانون حق لكل إنسان على هذا الكوكب، لا امتيازات تنعم بها القلة. يجب أن نصنع أفضل مستقبل يستحقه الجميع، ولن يهدأ لنا بال حتى تتحول هذه الرؤية إلى حقيقة".
أما فيما يتعلق بالفضاء الرقمي، فهو منصة قوية للوحدة والمناصرة والتغيير العالمي، مثلما لمسنا ذلك أثناء الربيع العربي، حيث جرى توظيفه بشكل كبير في معركتنا ضد الدكتاتورية. فهو يعمل على تعظيم الأصوات، ويربط بين الناس خارج الحدود وداخلها، ويحول الأفعال الفردية إلى قوة جماعية من أجل التغيير والتواصل والحب.
لكن يتعين علينا توخي الحذر من إساءة استخدامها، وخاصة من جانب الحكومات. إذ تستغل الحكومات بشكل متزايد الأدوات الرقمية لأغراض المراقبة وفرض الرقابة ونشر المعلومات المضللة. ونحن بحاجة إلى استعادة المنصات الرقمية باعتبارها مساحات للحقيقة والحرية، وباعتبارها صوت الشعب. ويتعين علينا أن نكافح التضليل وخطاب الكراهية، وأن نطالب شركات التكنولوجيا بالشفافية والمساءلة والالتزام بالمعايير الأخلاقية في الحوكمة الرقمية.
لمشاهدة الكلمة اضغط (هنـــا)