سلمت الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، جائزة السلام الدولية للأطفال للعام 2024 للأفغانية "نيلا إبراهيمي"، في حفل رسمي أقيم بالعاصمة الهولندية امستردام.
وتمنح جائزة السلام الدولية للأطفال التي تأسست في عام 2005 من قبل منظمة "KidsRights" لواحد من أكثر الأطفال (أقل من 18 عامًا) إلهاما في العالم، وتبلغ قيمتها 100 ألف يورو مع تقدير واعتراف.
وتنافس ثلاثة شباب على الجائزة، هم: "آدي دايف (18 عاما) من الهند"، و"سارة شيلك (16 عاما) من الولايات المتحدة"، و"نيلا إبراهيمي وهي فتاة أفغانية تبلغ من العمر 17 عاما، وتقيم في كندا".
ويعكس تسليم توكل كرمان جائزة السلام الدولية للأطفال، التزامها الأكبر بتمكين الشباب، لا سيما في مناطق النزاع، واهتمامها المستمر بحقوق الإنسان، بما في ذلك حقوق الأطفال.
وألقت توكل كرمان التي كانت أحد أعضاء لجنة التحكيم لـ جائزة السلام الدولية للأطفال في العام 2017، كلمة خلال الحفل تطرقت فيها إلى ضرورة حماية الأطفال والعمل من أجل حصولهم على حقوقهم في مناطق الحروب، وتخفيف اثارها عليهم.توكل كرمان تسلم الأفغانية "نيلا إبراهيمي" جائزة السلام الدولية للأطفال 2024.
وقالت كرمان: لقد كانت نيلا مدافعة شجاعة عن حقوق الفتيات والنساء اللاتي يواجهن التمييز"، مشيرة إلى أنها تحدت حظر غناء الفتيات في المدارس من خلال إطلاق حركة الغناء في أفغانستان، مستخدمة في ذلك أغنيتها الاحتجاجية القوية وصوتها الجميل بوجه الحكومة والدفع بنجاح نحو إلغاء الحظر العنصري في غضون ثلاثة أسابيع. وإن لجنة الخبراء لتثمن شجاعة نيلا ووقوفها شامخة بوجه كل الصعاب، حتى بعد وصول طالبان إلى السلطة.
وتابعت كرمان: ورغم اضطرارها إلى الفرار من أفغانستان، لم تستسلم نيلا أو تفقد الأمل، بل أصبحت بفضل جهودها ومبادراتها المناصرة لقضيتها صوت وأمل كافة الفتيات والنساء الأفغانيات اللاتي تنتهك حقوقهن في التعليم والمشاركة.
وأضافت كرمان: إن نضال نيلا ليكتسب أهمية خاصة اليوم في ظل استحداث قوانين عنصرية في أفغانستان تحظر على الفتيات والنساء التحدث أو الغناء أو الظهور في الأماكن العامة. ولأجل مبادراتها الرائعة ودفاعها الشجاع عن حقوق ملايين الفتيات، فإنني، ونيابة عن لجنة الخبراء، أتقدم بالتهاني لـ نيلا إبراهيمي، على الفوز بجائزة السلام الدولية للأطفال لعام 2024.
وأشارت كرمان إلى أن كل أشكال انتهاكات حقوق الإنسان تحدث في أفغانستان، والى جانبهم كذلك، هناك متطرفو إيران ـ وهم الملالي على وجه التحديد ـ الذين يحرمون النساء والشعب الإيراني من حقوقهم.
وقالت كرمان: وإنني كمسلمة أود أن أؤكد بأن هؤلاء المتطرفين لا يمثلون المسلمين ولا تعاليم الإسلام، بل على العكس من ذلك، فهم ينالون من القيم الأساسية للإسلام الذي هو دين السلام والمحبة والتعايش والاعتدال.
وعبرت كرمان عن أسفها بأن لكل دين نصيبه من المتطرفين على غرار طالبان أفغانستان وملالي إيران، معتبرة أن هذا ينطبق على كل دين وكل بلد، مستدركة بالقول: ولكن هؤلاء المتطرفين لا يمثلون أهل دينهم العظماء، فحركة طالبان لا تمثل المسلمين مثلما أن النظام الإيراني وملاليه لا يمثلون الشعب الإيراني.
وقالت كرمان: وبينما تكافح نيلا وزميلاتها التطرف من أجل تعليم الفتيات، علينا أن ندرك أن الكثير من الفتيات والنساء والأطفال في جميع أنحاء العالم يعانون من أشكال أخرى من القمع، بما في ذلك الحرب والاحتلال.
وأكدت كرمان أن هذه القضايا الثلاث ــ الحرب والقمع والاحتلال ــ لتنال من حياة النساء والفتيات في المقام الأول ثم من حقوقهن في التعليم والصحة. وللحروب والاحتلالات تأثير عميق على الناس، وغالباً ما يكون الضحايا من النساء والفتيات.
وأفادت كرمان أن الحروب تدور رحاها في غزة وفلسطين وأوكرانيا والسودان ولبنان واليمن والكونغو ــ إنها تدور في كل مكان. إن في الحرب والصراع والظلم والاحتلال والتطرف والإرهاب اعتداء في المقام الأول على حقوق الإنسان وعلى الحق في التعليم.
وفيما يلي نص الكلمة:
أحييكم جميعاً، فالسلام عليكم ورحمة الله. أنا سعيدة جداً لوجودي هنا معكم، وإنه ليشرفني أن أكون عضواً في اللجنة المتخصصة لجائزة السلام الدولية للأطفال. كما أنه لشرف كبير لي أن تتاح لي فرصة اختيار بعضكم. سيكون لدينا متسع من الوقت للدردشة بعد هذا الحفل. سأبدأ بالإعلان ثم أشارككم بعض الملاحظات.
يطيب للجنة الخبراء تهنئة المرشحين النهائيين لجائزة السلام الدولية للأطفال 2024، وهم سارة شيلك من الولايات المتحدة الأمريكية، وأدهي من الهند، ونيلا إبراهيمي من أفغانستان، على جهودهم الدؤوبة والمناسبة في توقيتها لتعزيز حقوق الأطفال.
إن هؤلاء اليافعين الثلاثة استثنائيون. ونحن نتوقع الكثير من كل واحد منهم. وبغض النظر عمن سيفوز، فإنكم جميعًا فائزون وقادة حقيقيون للحاضر والمستقبل. أنتم لستم قادة المستقبل فحسب؛ بل أنتم قادة الحاضر.
بعد تفكير ونقاش مستفيضين - هل أنتم مستعدون؟ هل أنتم مستعدون؟ حسنًا - قررت اللجنة المتخصصة منح جائزة السلام الدولية للأطفال لعام 2024 لـ نيلا إبراهيمي من أفغانستان.
تهانينا الحارة أيضًا للفائزتين الأخريين، سارة وأدهي، كما نتوجه بالشكر قبل ذلك إلى نيلا: فشكرًا لك نيلا. لقد كانت نيلا مدافعة شجاعة عن حقوق الفتيات والنساء اللاتي يواجهن التمييز.
تحدت نيلا حظر غناء الفتيات في المدارس من خلال إطلاق حركة الغناء في أفغانستان، مستخدمة في ذلك أغنيتها الاحتجاجية القوية وصوتها الجميل بوجه الحكومة والدفع بنجاح نحو إلغاء الحظر العنصري في غضون ثلاثة أسابيع. وإن لجنة الخبراء لتثمن شجاعة نيلا ووقوفها شامخة بوجه كل الصعاب، حتى بعد وصول طالبان إلى السلطة.
ورغم اضطرارها إلى الفرار من أفغانستان، لم تستسلم نيلا أو تفقد الأمل، بل أصبحت بفضل جهودها ومبادراتها المناصرة لقضيتها صوت وأمل كافة الفتيات والنساء الأفغانيات اللاتي تنتهك حقوقهن في التعليم والمشاركة.
إن نضال نيلا ليكتسب أهمية خاصة اليوم في ظل استحداث قوانين عنصرية في أفغانستان تحظر على الفتيات والنساء التحدث أو الغناء أو الظهور في الأماكن العامة. ولأجل مبادراتها الرائعة ودفاعها الشجاع عن حقوق ملايين الفتيات، فإنني، ونيابة عن لجنة الخبراء، أتقدم بالتهاني لـ نيلا إبراهيمي، على الفوز بجائزة السلام الدولية للأطفال لعام 2024.
نعم، أنا فخورة بك يا نيلا، وفخورة بكل فتاة في أي مكان في هذا العالم تكافح وتضحي وتناضل من أجل تحقيق أحلامها في التعليم، والرعاية الصحية، والبيئة، والعدالة، والسلام، والمساواة، وسيادة القانون. لدينا العديد من النماذج التي يحتذى بها على مستوى العالم، وكـ لجنة خبراء، صادفنا قصصًا ملهمة للغاية؛ وأصحابها جميعاً يستحقون الفوز.
تحية حارة لكل الأطفال في مختلف أنحاء العالم الذين يصنعون التغيير. وكثيراً ما يسألني الناس لماذا أشعر بهذا القدر من التفاؤل إزاء المستقبل وسط كل هذه الفوضى. ذلك لأنني أعلم أن هؤلاء الشباب ـ الذين كان كثيرون منهم أطفالاً في يوم من الأيام وما زالوا كذلك ـ هم الذين سيقودوننا إلى المستقبل. إن جميع هؤلاء الأطفال على امتداد العالم لجديرون بتحمل المسؤولية حقًا؛ فهم مهتمون فعلاً بمستقبلهم وبمستقبل مجتمعاتهم والعالم.
نيلا، لدينا الكثير من المرشحين من أفغانستان ـ لدينا الكثير منهم وهم شجعان بحق. بعضهم من الفتيان، لكن أغلبهم من الفتيات. وعندما كنا نتناقش بشأن المرشحين، كانت لدينا مخاوف كبيرة بشأن وضعهم، فهم موجودون في أفغانستان.
إن وجودهم في أفغانستان جعلنا نشعر بالقلق الشديد بشأن سلامتهم. وأنتم هنا اليوم تمثلون أولئك الفتيات والفتيان الشجعان هناك وهم يكافحون من أجل العدالة والمساواة والحرية والتعليم والرعاية الصحية والتنمية والحب.
لذا، استمروا على ما أنتم عليه ولا تستسلموا. لا للاستسلام. أنتم تمثلونهم، وأنا فخورة بكم جميعاً- سارة وآدهي - مرحبًا بك آدهي من الهند، أنا فخورة بك – استمروا في مهمتكم. أكرر مجددا بأننا حينما نكرمكم ونمنحكم جائزتنا، فإننا بذلك نؤكد بأنكم أيها الشباب قادة المستقبل، القادة والحكام الحقيقيين للمستقبل.
اسمحوا لي أن أتحدث عن طالبان التي كافحت نيلا ضد التمييز الذي تمارسه حركتهم التي تحرم الفتيات والنساء من التعليم ومن حقوقهن الأساسية في أفغانستان. لا تقتصر المعاناة من هؤلاء المتطرفين على الفتيات وحدهن، بل تمتد الى كافة الشعب الأفغاني، وبالأخص منهم الفتيات والنساء اللواتي يُحرمن من كل شيء، وخاصة التعليم. إنهم يفعلون ذلك لأنهم يخافون من النساء؛ يخافون من الفتيان والفتيات على حد سواء.
إن كل أشكال انتهاكات حقوق الإنسان تحدث في أفغانستان، والى جانبهم كذلك، هناك متطرفو إيران ـ وهم الملالي على وجه التحديد ـ الذين يحرمون النساء والشعب الإيراني من حقوقهم.
وإنني كمسلمة أود أن أؤكد بأن هؤلاء المتطرفين لا يمثلون المسلمين ولا تعاليم الإسلام، بل على العكس من ذلك، فهم ينالون من القيم الأساسية للإسلام الذي هو دين السلام والمحبة والتعايش والاعتدال.
ولكل دين، للأسف، نصيبه من المتطرفين على غرار طالبان أفغانستان وملالي إيران. وهذا ينطبق على كل دين وكل بلد. ولكن هؤلاء المتطرفين لا يمثلون أهل دينهم العظماء، فحركة طالبان لا تمثل المسلمين مثلما أن النظام الإيراني وملاليه لا يمثلون الشعب الإيراني.
وبينما تكافح نيلا وزميلاتها التطرف من أجل تعليم الفتيات، علينا أن ندرك أن الكثير من الفتيات والنساء والأطفال في جميع أنحاء العالم يعانون من أشكال أخرى من القمع، بما في ذلك الحرب والاحتلال.
إن هذه القضايا الثلاث ــ الحرب والقمع والاحتلال ــ لتنال من حياة النساء والفتيات في المقام الأول ثم من حقوقهن في التعليم والصحة. وللحروب والاحتلالات تأثير عميق على الناس، وغالباً ما يكون الضحايا من النساء والفتيات.
إن الحروب تدور رحاها في غزة وفلسطين وأوكرانيا والسودان ولبنان واليمن والكونغو ــ إنها تدور في كل مكان. إن في الحرب والصراع والظلم والاحتلال والتطرف والإرهاب اعتداء في المقام الأول على حقوق الإنسان وعلى الحق في التعليم.
وبالتالي فإن المدارس والجامعات هي أول من يطالها التدمير، ويتم الاعتداء على حقوق المرأة والفتيات والأطفال في التعليم، الأمر الذي يحتم علينا أن نعمل معًا لوقف الحروب والتطرف والاحتلال.
أخيرا، نحن الآن في هولندا، وهي دولة ذات أهمية كبيرة، وأنا فخورة بها، واهميتها تكمن في أنها موطن لمؤسستين دوليتين هامتين: المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية.
لذا، أنتم هنا كشعب في هولندا بحاجة إلى بذل جهد كبير لجعل هاتين المؤسستين تعملان بجد لوقف الحروب ومحاسبة مجرمي الحرب. أنا أؤمن بكم، وأعتقد أن هولندا يجب أن تأخذ هذا الأمر على محمل الجد.
شكرًا جزيلاً وتهانينا لك نيلا؛ تهانينا لكم جميعاً، والشكر موصول لكم جميعاً.
لمشاهدة الكلمة اضغط (هنـــا)