أنشطة المؤسس
توكل كرمان تشارك في مؤتمر حول فلسطين في ألمانيا
شاركت الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان في "مؤتمر فسلطين، سنحاسبكم" الذي عقد في 12 ابريل/نيسان 2024 بالعاصمة الألمانية برلين.
وقالت توكل كرمان في كلمة لها خلال المؤتمر إن غزة تتعرض لحرب إبادة جماعية وجرائم تطهير عرقي على يد اسرائيل تعد الأسوأ في العصر الحديث، مشيرة إلى أن اسرائيل تريد أن تجعل غزة مكانا غير صالح للعيش، ولن يتحقق الهدف إلا بمزيد من القتل والإبادة الجماعية.
وتابعت كرمان: على الرغم من الانتهاكات المتزايدة، فإن بعض الحكومات الغربية -ألمانيا والولايات المتحدة وغيرهما- مستمرة بتقدم دعمها غير المشروط لإسرائيل من تزويد بالأسلحة، وتوفير للغطاء الدبلوماسي، وتبرير للفظائع ضد سكان غزة.
وقالت كرمان: يجب على الحكومة الألمانية أن تعيد تقييم دعمها الثابت وغير المشروط لإسرائيل، متسائلة بالقول: هل يساهم هذا الدعم حقاً في إحلال السلام في الشرق الأوسط، أم أنه يؤدي إلى إدامة دائرة العنف ويمنح مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية الإفلات من العقاب؟
وتابعت كرمان: يتعين على ألمانيا أن تصغي الإصغاء إلى الأصوات المنددة بما تقوم به إسرائيل في غزة، وأن تدرك أن هذه الأصوات تدعو إلى السلام بضمير يقظ وأرواح متسامحة.
وشددت كرمان على أنه من الضروري على ألمانيا أن توقف فورًا جميع شحنات الأسلحة لإسرائيل وترفع عنها الغطاء الدبلوماسي، مع تقديم دعمها الفاعل لمطالب وقف إطلاق النار.
وفيما يلي نص الكلمة:
أحيي المؤتمر الفلسطيني بألمانيا على تنظيم هذا الحدث الهام. لقد تعرضت غزة خلال السبعة الأشهر الماضية لحرب إبادة جماعية وجرائم تطهير عرقي على يد إسرائيل، هي الأسوأ في العصر الحديث. وتواجه إسرائيل الآن اتهامات بالإبادة الجماعية في محكمة العدل الدولية، وأصدر مجلس الأمن قراراً يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار.
ومع ذلك، تستمر المجازر، ويستمر معها القتل بكل اشكاله، سواء بالقصف أو التجويع أو الحصار، حيث قُتل حتى الآن قرابة 35 ألف مدني، معظمهم من النساء والأطفال، فضلاً عن تشريد حوالي 85% من سكان غزة، والكهرباء غير متوفرة مع ندرة في الوقود والماء، والغذاء ينفد، والجرحى بعشرات الآلاف، وعشرات الآلاف من المنازل والمرافق الحكومية والخاصة تم تسويتها بالأرض.
تسعى إسرائيل إلى جعل غزة مكاناً غير صالح للعيش، وهو هدف لن يتحقق إلا بمزيد من القتل والإبادة الجماعية. وعلى الرغم من الانتهاكات المتزايدة، فإن بعض الحكومات الغربية – ألمانيا والولايات المتحدة وغيرهما – مستمرة بتقدم دعمها غير المشروط لإسرائيل من تزويد بالأسلحة، وتوفير للغطاء الدبلوماسي، وتبرير للفظائع ضد سكان غزة.
هناك تواطؤ، إن لم يكن مشاركة فعلية، في هذه الجريمة من قبل معظم الحكومات الغربية، بما فيها الحكومة الألمانية. إننا نمر بمنعطف خطير يستدعي اتخاذ إجراء حاسم لوقف هذه المذبحة المستمرة، ووضع حد للحرب في غزة. ويجب على الحكومة الألمانية أن تعيد تقييم دعمها الثابت وغير المشروط لإسرائيل. فهل مثل هذا الدعم يساهم حقاً في إحلال السلام في الشرق الأوسط، أم أنه يؤدي إلى إدامة دائرة العنف ويمنح مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية الإفلات من العقاب!؟
على ألمانيا الإصغاء إلى الأصوات المنددة بما تقوم به إسرائيل في غزة، وأن تدرك أن هذه الأصوات تدعو إلى السلام بضمير يقظ وأرواح متسامحة، وعليها أن توقف فورًا جميع شحنات الأسلحة لإسرائيل وترفع عنها الغطاء الدبلوماسي، مع تقديم دعمها الفاعل لمطالب وقف إطلاق النار. علاوة على ذلك، عليها أن تعمل بلا كلل باتجاه رفع كافة القيود المفروضة على المساعدات الإنسانية لغزة وإعادة تمويلها للأونروا.
قد يبرع الساسة الألمان في الحديث عن القيم الإنسانية وأهمية السلام، لكن مصداقيتهم تتعثر حينما يتنكرون لهذه القيم ذاتها بمواقفهم إزاء غزة. لقد أضحت مصداقية العالم بخصوص العدالة الدولية وحقوق الإنسان على المحك. وإذا استمرت الحكومات الغربية في انتهاج سياسة المعايير المزدوجة، فإنها تخاطر بتقويض الإنجازات الإنسانية في مجال العدالة الدولية وحقوق الإنسان. إن وقف الحرب في غزة يمثل خطوة حاسمة نحو استعادة الثقة العالمية.
لمشاهدة الكلمة اضغط هنـــا