أنشطة المؤسس
توكل كرمان تلقي كلمة في حفل تخرج طلاب جامعة ماساتشوستس الأمريكية
دعت الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان الدول الديمقراطية إلى التوقف عن دعم الأنظمة الاستبدادية أو التحالف معها، والعمل على دعم تطلعات الشعوب الفقيرة نحو الكرامة والإنسانية، ودعم حقوق الإنسان.
وقالت توكل كرمان في كلمة لها خلال حفل تخرج طلاب جامعة "ماساتشوستس" الأمريكية إن الأنظمة الاستبدادية اتخذت من مفهوم الحفاظ على الأمن والاستقرار ذريعة لقمع شعوبها، وترسيخ أركانها وعروشها، ووسيلة لابتزاز الغرب والمجتمع الدولي.
وأضافت كرمان: الحكام المستبدين، ومعهم أنظمتهم، هم أساس ومصدر المشاكل والأزمات في منطقتنا العربية وفي غيرها، وبالتالي فإن الإطاحة بهم هو مفتاح الخلاص.
وأشارت كرمان إلى أن الثورة المضادة، التي قادتها السعودية والإمارات وإيران، أشعلت فتيل الانتقام من تطلعات دول "الربيع العربي"، وعلى رأسها اليمن.
وأوضحت كرمان أن تلك الدول شنت حروبا ودعمت مليشيات وانقلابات عسكرية في معظم دول الربيع العربي"، كما في اليمن وسوريا ومصر وليبيا والسودان، وخلفت تلك الحرب آثارا كارثية.
في السياق حذرت توكل كرمان من أن حرب روسيا وغزوها لأوكرانيا، وتصاعد التوترات بين روسيا وحلف شمال الأطلسي أو بين الصين والقوى الكبرى فيما يخص المطالب الإقليمية وقضايا حقوق الإنسان، عوامل تنذر بخطر اندلاع حرب عالمية ثالثة وصراع نووي عالمي.
وقالت كرمان: إن المعركة اليوم بين معسكرين متضادين: معسكر يعلي من شأن الديمقراطية، والحرية، والأمن، وآخر يعلي من شأن الاستبداد، والحرب، والفوضى. القمع لا يعرف حدودا. انظروا الى المستبدين في أرجاء العالم والى اجتماعهم اليوم، فبعد تدميرهم لبلداننا يحاولون الآن تدمير الدول الديمقراطية والأمن الدولي.
وأشارت كرمان إلى أن عودة الاستبداد في العديد من البلدان في أنحاء العالم قاد إلى تقويض حرية وأمن ملايين البشر، وتركهم وحيدين يقاسون مرارة المعاناة اليومية.
وأكدت كرمان أنه من أجل تحقيق السلام والأمن الدائمين، يتعين على الدول الديمقراطية إدراك أن التمسك بالقيم الأساسية مثل الحرية، والعدالة، والديمقراطية، والمساواة أمر بالغ الأهمية للأمن القومي والدولي، مضيفة: وإن كانت حريصة حقًا على السلام والأمن العالميين، فعليها التوقف عن دعم الطغاة.
وشددت كرمان على أن من تحالفون مع الطغاة، أياً كان السبب، لا يعرضون القيم الإنسانية فحسب للخطر، بل ويقوضون المصالح الوطنية لبلدانهم لأن الطغاة يشكلون تهديدًا للعالم بأسره وليس لبلدانهم.
وخاطبت كرمان خريجين جامعة يوماس لويل قائلة: إننا اليوم نعيش في عالم قضاياه المحلية "عالمية" وقضاياه العالمية "محلية". أيًا كان عملكم في المستقبل: رؤساء أو وزراء، قضاة أو أساتذة، أطباء أو علماء، مهندسون أو صحفيون، أو كائناً ما كان، فكونوا دوماً على الجانب الصحيح من التاريخ، أي انبذوا الاستبداد، والعنصرية، والكراهية، وتبنوا دوماً الديمقراطية، والحرية، والكرامة الإنسانية.
وأضافت كرمان: لا تستهينوا بأنفسكم، ولا تقللوا من شأن خيالكم، ولا تبخلوا بأحلامكم، واجعلوا أحلامكم كبيرة، وجريئة لا حدود لها، فنحن نعيش في عالم كل شيء فيه له مقابل، إلا الأحلام فبلا مقابل.
وتابعت كرمان: تذكروا أن كل شيء يبدأ بحلم. ولتحقيق أحلامكم يتطلب الأمر خوض غمار المخاطر، ومجابهة الصعاب والتقلبات، وعدم الاستسلام مطلقاً أو التفكير فيه. هذا ما فعلته أنا، وبمقدوركم أن تفعلوه أيضاً.
لقراءة الكلمـــــة كاملــــة اضغـــط (هنـــــا)
للاستماع ومشاهدة الكلمة اضغط (هنــــا)