يواجه أكثر من نصف سكان اليمن البالغ عددهم أكثر من 25 مليون نسمة أزمة غذائية تسبب بها تراجع الوضع الإقتصادي، الذي قابله ارتفاع قياسي لنسبة البطالة التي بلغت 80% بحسب تقارير دولية، وبات ارتفاع أسعار الغذاء يتجاوز القدرة الشرائية للسكان إذ ارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 150% عن ما كانت عليه قبل الحرب.
كأنهم في سجن كبير، ينطبق الوصف على سكان مدينة تعز اليمنية التي ترزح تحت وطأة الحرب منذ ثلاث سنوات، وأضحى سكانها ضحية لثلاثي القصف والجوع والحصار، السكان يعيشون مأساة إنسانية حقيقية بعد أن ساءت الأوضاع المعيشية والصحية، خصوصاً مع منع دخول المساعدات الإغاثية والإنسانية إلى المدينة المكتظة بمئات الآلاف من الفقراء والمعدمين.
يستمر النزاع الدائر في اليمن في إحداث آثار مدمرة على الأمن الغذائي وسبل كسب العيش لدى السكان، إذ تسبب النزاع في انخفاض الإنتاج المحلي، وإعاقة وصول الواردات التجارية والإنسانية، وزيادة أسعار المواد الغذائية وأسعار الوقود، وانتشار البطالة، وفقدان الدخل، أكثر من ثلثي سكان اليمن خطر الجوع ويحتاجون بشكل عاجل إلى مساعدات لإنقاذ أرواحهم والحفاظ على سبل معيشتهم.
محافظة الحديدة الواقعة على ساحل البحر الأحمر غربي اليمن تتصدر النسبة الأعلى للفقر مما يجعل سكانها معرضين لخطر المجاعة، إذ فقد قرابة 62% من سكان المدينة المزارعين والصيادين في المحافظة مصادر دخلهم الأساسية بسبب اندلاع الحرب منذ العام 2015، خطر المجاعة يتزايد في المحافظة فقد سجلت أعلى معدلات سوء التغذية الحاد في البلاد.
